إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 26 ديسمبر 2014

كتاب فرنسي يكشف أسرار : هكـذا عمـل مبارك لإسـقاط نظـام الأســد


كتاب «في سر الرؤساء» الصادر عام ٢٠١٠ في باريس، جدير بأن يصبح وثيقة رئيسية في مكاتب السياسة الدولية فضلا عن العربية ، لفهم بعض أسرار الخضات التي عاشها لبنان وسوريا قبيل وخلال وبعد اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، ذلك أن فيه معلومات تُكشف للمرة الأولى من قلب الاليزيه حول سعي الرئيس السابق جاك شيراك لإسقاط النظام السوري، وحول الصفقة الأميركية - الفرنسية مع الحريري نفسه لفرض القرار 1559.


هـي وثيـقـة لأن مـؤلفــها فنســان نــوزي (Vincent Nouzille) صاحب المؤلفات والتحقيقات العديدة حول الاستخبارات وكواليس السياسة والأمن والمخدرات، حصل على إذن خاص للدخول إلى أرشيف الرئاسة الفرنسية، وقابل معظم صنّاع القرار الفرنسيين والأميركيين الذين أشرفوا على تلك السنوات العصيبة التي عرفها لبنان وسوريا في السنوات التي سبقت وتلت اغتيال الحريري، وهو أمر نادر لأن القانون الفرنسي لا يسمح بفتح أرشيف كهذا إلا بعد مرور 60 عاما على الأحداث.


وهي وثيقة كذلك، لأنها تتضمن بالتفصيل محاضر اللقاءات الأميركية الفرنسية، منها مثلا كيف أن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش يقول لشيراك في أيلول 2003 على هامش دورة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة : «قل لبشار الأسد إني شرير أُحادي التصرف» وكيف أن الخارجية الأميركية وصفت في حينه الرئيس السوري بأنه «يتصرف كناصري جديد، ويبحث عن موقع البطولة في العالم العربي»، ويجب الحد من طموحه. 

ويكشف الكاتب أنه منذ الأشهر الأولى للعام 2004 راح قصر الاليزيه يعرب عن بواكير رغباته بالتقارب مع واشنطن حول الملف اللبناني ـ السوري، فيقول شيراك لأعضاء مجلس الشيوخ الأميركي في آذار 2004: «يجب مساعدة لبنان على التخلص من الوصاية السورية»، ثم يقول لبوش في خلال العشاء الذي جمعهما في 5 حزيران 2004: «هناك انتخابات رئاسية ستجري في لبنان في تشرين الأول (أكتوبر) وسيكون في الأمر انطلاقة جديدة للبنان لو أصبح رئيسه من دون وصاية سورية». وطالب بفرض عقوبات على سوريا لدفعها صوب الانسحاب من لبنان.

الحريري قرأ القرار 1559 قبل إصداره
وشيراك الذي وجد في الملف اللبناني فرصة للمصالحة مع أميركا بعد الشرخ الذي أحدثه برفضه حربها على العراق، راح يرسل مرارا مبعوثه موريس غوردو مونتانيو إلى واشنطن للقاء كوندليسا رايس وعدد من المسؤولين الأميركيين، وكانت اللقاءات الأبرز في 19 و20 آب 2004.

قال شيراك صراحة لرايس التي كان يتصل بها مرات عديدة في الأسبوع الواحد إن القرار 1559 «سيجعل المتشددين في دمشق في وضع هش ويعطي الذرائع للمعتدلين للتشكيك بقدرات النظام وتوجهاته، ولن تكون لنا أية مصلحة في أن نرى في الشرق الأوسط هلالا شيعيا من إيران إلى «حزب الله» مرورا بالعراق وسوريا».

وبعد أربعة أيام فقط على اغتيال الحريري، يقرر سفيرا أميركا وفرنسا جيفري فيلتمان وبرنار ايميه المجتمعان في لبنان بأن «سوريا هي القاتلة». ويتصل الرئيس المصري حسني مبارك مرات عديدة بشيراك ليؤكد «أن الجريمة تحمل توقيع سوريا» ويجاريهم في الأمر مساعد وزير الدفاع الأميركي بول ولفوويتز أحد صقور المحافظين الجدد.

وبما أن الاتهام الأميركي ـ الفرنسي ـ المصري صدر قبل أن تظهر أية معلومات حول الجهة القاتلة، فإن آلة تكريس التهمة تبدأ سريعا بالعمل، فها هو شيراك، المشتعل غضبا ضد سوريا، يقول لبوش في خلال العشاء بينهما في 21 شباط في بروكسل: «من الضروري، إطلاق لجنة تحقيق دولية للكشف عن المخططين والمنفذين».

هنا بالضبط بدأ الرئيس الفرنسي السابق يعتقد بأن النظام السوري آيلٌ للسقوط، فيكتب بخط يده وبقلم أسود وتحته سطر بالأحمر : «حين ندفع النظام السوري إلى الفشل حول القضية اللبنانية، يمكننا أن نصيبه في المقتل، وقد بدأنا فعلا هذا المسار، ويقيني أن سوريا لن تتراجع إلا إذا أخفناها وسببنا لها الأذى»، مضيفا «إن من يعرف كيفية عمل النظام الطائفي في سوريا لا يشك مطلقا بأن قرار (اغتيال الحريري) قد اتخذ من قبل بشار الأسد، وكل فرضية أخرى ليس لها أي معنى». وهكذا استبعد شيراك سلفا أي تورط إسرائيلي أو سلفي في القضية «وكان جورج بوش ينصت إليه».

يقين شيراك بقرب انهيار النظام السوري، اقترن بخشيته من أن أي مواجهة مباشرة مع الأسد ستؤدي إلى تضامن عربي مع دمشق، فيجيبه بوش قائلا «أنا موافق معك، يجب عدم مواجهة سوريا مباشرة، وعلينا المرور عبر لبنان، ولكن كيف يمكننا الوصول إلى هذا الهدف؟» يكرر شيراك ضرورة قيام لجنة تحقيق دولية، معتبرا أن ذلك يقوي شوكة المعارضة اللبنانية لسوريا، ويشدد على وجوب عدم مزج الملف اللبناني ـ السوري مع مسيرة سلام الشرق الأوسط «لأننا بذلك نخسر الشيعة الذين سينضمون إلى العلويين».

ويكشف الكاتب الفرنسي كيف أن باريس وبالتشاور مع واشنطن سعت لإبعاد «حزب الله» عن دمشق، لا بل إن فرنسا أوفدت سفيرها في لبنان برنار ايميه سرا للقاء الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، فتلقى جوابا مفاده أن المقاومة مستمرة وأنــه يجب عـدم المساس بسوريا.

ومع تشديد شيراك على لجنة التحقيق وإبعاد الملف عن مسألة الشرق الأوسط، يجيبه بوش بأنه سيمرر رسالته هذه إلى الإسرائيليين ويسأل عما إذا كان من الممكن خروج السوريين من لبنان من دون أن يؤدي الأمر إلى حرب أهلية لبنانية، فيطمئنه شيراك بأن الحل يكمن في تطبيق القرار 1559 قائلا «سيكون القرار قاتلا للنظام السوري» خصوصا إذا ما أضيفت إليه عقوبات قاسية على هذا النظام. وتقترح رايس الحاضرة ذاك الاجتماع أن يكون للمبعوث الدولي تيري رود لارسن دور في ذلك.

والغريب أن شيراك أظهر تشددا ضد سوريا أكثر بمرات مما كان عليه أمر جورج بوش، فما إن يعلن الرئيس الأسد الرغبة بالانسحاب من لبــــنان، حتى يســـارع سيد الاليزيه للقول لبوش «إن هذا غير كاف فالأسد سيحتفظ بنـــقاط إستراتيجية في لبنان، ويجب مواصلة الضغط عليه وإقناع «حزب الله» بالابتعاد عنه».

شيراك : النظام السوري سينهار
ويقول شيراك صراحة «إذا حصلنا على انسحاب السوريين وعلى فقدان سيطرة سوريا على لبنان سينهار النظام السوري... وستقود الديموقراطية في سوريا الغد إلى وصول السنة والمسيحيين إلى السلطة، وهو ما سيدق مسمارا في الهلال الشيعي».

وحين يستقبل الرئيس الفرنسي ضيفته الأميركية رايس في 14 تشرين الأول 2005 يؤكد لها بيقين مطلق أن «النظام السوري يتحلل، ولن يستطيع مقاومة الضغط المزدوج، والمتمثل من جهة باستقلال لبنان المناهض لمشروع إقامة سوريا الكبرى، ومن جهة ثانية بالتناقضات داخل الأقليات... وإن فرض عقوبات على سوريا سيؤدي حكما إلى إسقاط النظام».

وفي اللقاء نفسه تنضج الطبخة الفرنسية الأميركية لإنشاء المحكمة الدولية بغية ملاحقة قتلة الحريري، وذلك بعد أن تؤكد رايس على ضرورة استصدار قرارين ضد سوريا، الأول يشدد على عدم تعاونها مع لجنة التحقيق، والثاني على تصرفاتها بعد تقرير لارسن، ولم تمض أسابيع قليلة حتى طلبت حكومة لبنان من الأمم المتحدة إنشاء تلك المحكمة.
ومن يمعن في قراءة هذا الكتاب الصادر عن دار «Fayard » سيخرج بقناعة مفادها، أن شيراك كان أكثر حماسة من بوش لجهة تسريع خطوات إسقاط النظام السوري وربما أكثر يقينا أيضا بأن الأمر سيحصل قريـــبا جدا، وأقل حماسة من نظيره الأميـــركي لجهة إقامة «شرق أوسط جديد»، وذلك لخشيته من أن أي خطة متسرعة لنشــر الديموقراطيــــة في هذه المنطقة الصعبة قد تؤدي إلـــى زعزعة استقرار أنظمة عربيـــة عديدة من مصر إلى الأردن وصولا إلى السعودية.

خطوات خمس تمكّنك من إنجاز تقرير استقصائي مميز

قدّم الصحفي ديفيد بارستو بجريدة النيويورك تايمز والحائز على 3 جوائز Pulitzer للصحافة الاستقصائية بعض النصائح للقيام بتغطية استقصائية أفضل، و ذلك من خلال جلسة عقدها معهد بوينترللصحافة بولاية فلوريدا في مطلع شهر آب/ أغسطس الماضي.

ناقش بارستو دورة الحياة للتقرير الإستقصائي وأفضل الممارسات لكل مرحلة في ضوء ما تمر به المؤسسات الإعلامية من تغييرات قد تضع تحديات أمام الصحفيين الاستقصائيين. إليك هنا أهم تلك النصائح:


- هل تستحق الفكرة وقتك ومجهودك؟

ينصح بارستو بأن تحكّم حسك الصحفي في تحديد ما إذا كانت الفكرة التي اخترتها تستحق الاهتمام والتفرغ للعمل عليها.


يعتمد ذلك الاختيار في نظره على عدة أشياء، أهمها: أن تكون الفكرة أصلية وغير مكررة، وتستقصي الجوانب التي لا يتطرق إليها أحد سواء من الصحفيين أو الباحثين أو غيرهم. كما أن الفكرة يجب أن تتبع مركز القوة في القضية، و تتميز بوجود بعد ثالث.

- لا تعتمد على مصدر واحد

يعتبر بارستو المحرر الاستقصائي مجازاً مثل الشخص الذي يقوم ببناء منزل، لا يجب أن يعتمد على حجر واحد ليكتمل البناء بل يجب أن يستخدم كل ما لديه من مصادر وطاقة تساعده على إنجاز هذه المهمة. فيفضل أن يسير الصحفي في عدة اتجاهات متوازية أثناء مرحلة البحث، مع الأخذ في الاعتبار أنه كلما كانت الزاوية محددة والإطار الذي يعمل به أصغر، فإنه يمكن الوصول إلى نتائج أدق خلال البحث.

- تجنب الأحكام المسبقة من المصادر

يحتاج الشخص الذي تقابله لأول مرة إلى مدة تتراوح ما بين ثلاثين ثانية إلى دقيقة ليطلق عليك أحكامه المسبقه. لذلك لا يفضل أن تظهر أدواتك الصحفية أمام المصدر على الفور، و الأجدر أن تتواصل معه بطريقة إنسانية. كما ينصح بارستو بمحاوله إقناع المصدر بأن القضية التي تستقصي عنها تهمه مثل ما تهمك تماماً.

- اكتب مقدمة التقرير أخيراً

عادة تبدأ مقدمة التقارير الاستقصائية بقصة أو مشهد من حياة إحدى شخصيات الموضوع، مما يساعد القارىء على استيعاب تفاصيل التحقيق المعقدة. يقوم بارستو بكتابة تلك المقدمة بعد الانتهاء من كتابة كل التقرير، قائلاً أنه بذلك يكون قد انتهى من الجزء الأكثر تشابكاً وتعقيداً من التقرير وتتضح أمامه الرؤية لإخراج أفضل مقدمة تلخص نتائج ما توصل إليه.

- أقنِع محررك بأهمية نشر التحقيق

تستغرق التحقيقات الاستقصائية عدة شهور وأحياناً سنوات ليتمكن الصحفي من إثبات الفرضية المطلوبة، وهو الأمر الذي لا يتوافق مع أغلب المؤسسات الإعلامية التي تتطلع لمحتوى جديد على مدار الساعة.

في هذا الشأن ينصح بارستو الصحفيين الاستقصائيين بمحاولة إقناع رئيس التحرير بأهمية الموضوع الذي تقوم بالتقصي عنه، والنتائج المحتملة التي قد يجلبها للمؤسسة على المدى الطويل.

للاطلاع على نماذج أعمال ديفيد بارستو. انقر هنا

الصورة بواسطة حساب ران م. لافورم على تويتر، من بونتر.


الخميس، 25 ديسمبر 2014

حقيقة مؤثرة عن" أبيار علي"

أظن أن الجميع يعرف المدينة المنورة ولعل بعضنا يعرف أبيار علي، وهي ميقات أهل المدينة المنورة الذي ينوي عنده ويحرم من أراد منهم الحج أو العمرة من هناك و منهم اهل بلاد الشام ومن في جهتهم.. وكانت تسمي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وما بعده:  ( ذي الحليفة)  

ولعل البعض يظن أنها سميت أبيار علي نسبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا غير صحيح والصحيح أنها سميت بذلك نسبة لعلي بن دينار.
وعلي بن دينار (رضي الله عنه) هذا جاء إلي الميقات  عام 1898م = 1315هـ حاجاً ( أي قبل أكثر من 113 سنة) ، فوجد حالة الميقات سيئة، فحفر الآبار للحجاج ليشربوا منها ويُطعمهم عندها، وجدد مسجد ذي الحليفة، ذلك المسجد الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه  وسلم وهو خارج للحج من المدينة المنورة، وأقام وعمّر هذا المكان، ولذلك سمي المكان بأبيار علي نسبة لعلي بن دينار .
أتدرون من هو علي بن دينار هذا؟
إنه سلطان دارفور . تلك المنطقة التي لم نسمع عنها إلاّ الآن فقط لمّا تحدث العالم عنها، ونظنها أرضاً جرداء قاحلة في غرب السودان كانت منذ عام 1898م وحتى عام 1917م سلطنة مسلمة، لها سلطان اسمه علي بن دينار.. وهذا السلطان لما تأخرت مصر عن إرسال كسوة الكعبة أقام في مدينة الفاشر (عاصمة دارفور ) مصنعاً لصناعة كسوة الكعبة، وظل طوال عشرين عاماً تقريباً يرسل كسوة الكعبة إلي مكة المكرمة من الفاشر عاصمة دارفور
هذه الأرض المسلمة تبلغ مساحتها ما يساوي مساحة جمهورية فرنسا، ويبلغ تعداد سكانها  6 ملايين نسمة ونسبة المسلمين منهم تبلغ 99% ( والذي لا تعرفونه عنها أن فيها أعلى نسبة من حملة  كتاب الله عز وجل موجودة في بلد مسلم، هي نسبتهم في دارفور، إذ تبلغ هذه النسبة ما يزيد عن 50% من سكان دارفور، يحفظون القرآن عن ظهر قلب، حتى أن مسلمي أفريقيا يسمون هذه الأرض 'دفـّتيْ المصحف'. وكان في الأزهر الشريف حتى عهد قريب رواق اسمه 'رواق دارفور'، كان أهل دارفور لا ينقطعوا أن يأتوه ليتعلموا في الأزهر الشريف.
وأصل المشكلة هناك في دارفور انها ارض يسكنها قبائل من أصول عربية تعمل بالزراعة، وقبائل من أصول إفريقية تعمل بالرعي. وكما هو الحال في صحراوات العالم أجمع.. يحدث النزاع بين الزراع والرعاة على المرعى والكلأ، وتتناوش القبائل بعضها مع بعض في نزاع قبلي بسيط، تستطيع أي حكومة أن تنهيه بسرعة، غير أن هذا لم يحدث في السودان، بل تطور الأمر لما تسمعونه وتشاهدونه الآن ولكن لماذا كل هذا؟ 
لأن السودان هي سلة الغذاء في إفريقيا، لأن السودان هي أغنى وأخصب أراضي العالم في الزراعة، لأن السودان اكتشف فيها مؤخراً كميات هائلة من البترول، ومثلها من اليورانيوم في شمال دارفور، ولهذا لم يرد أعداء الإسلام لهذه المنطقة أن تنعم بالاستقرار، ولا أن تعتمد على نفسها، فماذا يفعلون؟
يشعلون النزاعات في أنحاء البلاد فيصلوا بالأمر إلى تقسيم هذه الأرض إلي أربع دويلات... دولة في الغرب (تسمى دارفور) ودولة في الشرق، ودولة في الجنوب ودولة في الشمال (في جنوب مصر). لقد نفذوا خطتهم هذه فعلاً في الجنوب، ودبّ النزاع بين الشمال والجنوب، وأقروا أن حق تقرير المصير بانفصال أهل الجنوب سينفذ بعد خمس سنوات من الآن.. وبعد أن تم لهم ما أرادوه في الجنوب، التفتوا إلى الغرب وأشعلوا فيه نار الفتنة والخلاف، سعياً وراء حق تقرير المصير هناك أيضاً، ومن المؤكد أن النزاع سيصل إلى الشرق عن قريب .
 أعرفتم الآن  لماذا يذهب كارتر رئيس مجلس الكنائس العالمي إلى الجنوب دائماً؟
أتدرون أن 13 وزيراً من وزراء أوروبا وأمريكا ذهبوا إلى دارفور في الثلاثة شهورالأخيرة فقط؟  
وبالطبع و كالعادة لا العالم الاسلامي ولا العربي يهمه الأمر . فلا تحرك  ولا تفاعل ولا حتى شجب أو استنكار، بل تقاعسٌ وصمتٌ رهيبٌ و لا حول ولا قوة إلا بالله.
  هذه هي قصة دارفور، الأرض العربية الاسلامية، صاحبة أعلى نسبة من حملة كتاب الله عز وجل و التي تبلغ نسبة المسلمين فيها 99 %، أرض كانت في يوم من الأيام سلطنة إسلامية، لها سلطان عظيم اسمه علي بن دينار، يكسو الكعبة ....

كيف تحرر تقريرا صحفيا مصورا لحساب BBC العربية ومثيلاتها.

إذا كنت تعمل كصحفي حر وتراسل مؤسسات إعلامية بالخارج بصفة دورية، ولكن غالباً ما تواجه مقترحات قصصك المرئية الرفض أو عدم الاستجابة، لربما يكون الأمر محبطاً ومسبباً لحالة من التشكيك في قدراتك الصحفية. من أجل ذلك، عليك أن تدرك أن هناك جوانب أخرى ومعايير اختيار تختلف من مؤسسة إعلامية لأخرى، بالتالي يجب أخذها بعين الاعتبار.
ناقش المحرّرون المفوّضون من خمس محطات فضائية عالمية، خلال إحدى جلسات ملتقى شبكة (أريچ) السنوي السابع للصحفيين الاستقصائيين العرب، الذي عقد الأسبوع الماضي في عمّان، الأردن أهم ما يجب أن يتضمنه طرح الأفكار لقصص إستقصائية متلفزة وما هي المواضيع التي تهم الوسائل الإعلامية في الشرق الأوسط.

مارك بيركينز، مدير الأفلام الوثائقية، بي بي سي النسخة العربية:

يقول بيركينز هناك المئات من الأفكار التي تصل إلى مكتبه يومياً. قبل أن يحدد مصير أي فكرة منهم هناك ثلاثة أسئلة رئيسية يسألها لنفسه:
أولاً، من هو المتهم؟ هل هذه الفكرة تحاسب شخصاً واضحاً؟ هل تحاول أن تضع شخصاً مسؤولاً في السلطة أمام المحاسبة؟
بحسب بيركينز يعتبر ذلك السؤال هام جداً، حيث أنه يفصل بين أفكار الأفلام الوثائقية العادية والتحقيقات الاستقصائية. وينصح بأن يقوم الصحفي بتقسيم هؤلاء الأشخاص إلى قسمين: خاص وعام.
المتهمون من القطاع الخاص، ربما يكون مدير مصنع يقوم بتعذيب العمال أو مدير شركة يقوم بأعمال مخالفة للقانون. أما المتهم من القطاع العام ربما يكون شخصاً مسؤولاً في الدولة عن خطأ ما يحدث.
"أغلب الأفكار التي تأتي إلينا تركز على القطاع الخاص،" يقول بيركينز. "لكن ما أبحث عنه دائماً هي الأفكار من النوع الآخر التي تتهم السلطة وتبيّن الفساد فيها."
ثانياً هل تثير الفكرة اهتمام عامة الناس؟ ويقصد بذلك هل هذه الفكرة حقاً مهمّة؟ يشير بيركينز أن التحقيقات تكلفهم الكثير من النفقات وذلك يتطلب منهم التفكير جيداً في أهمية الفكرة قبل البدء في تنفيذ أي خطوات. كما هو الحال بالنسبة للصحفي الذي يجب أن يدرك أهمية الفكرة قبل البدء في أي مغامرة جديدة قد تعرض سلامته للخطر.
ثالثاً، من هم الأشخاص الرئيسيين في القصة؟ يمكن أن تكون الفكرة مثيرة للاهتمام ولكنها لا تتصل مع الجمهور إنسانياً. إذا كانت الفكرة تتناول مثلاً الأرقام والإحصاءات الضخمة، فمهمة الصحفي أن يحيي تلك القصة بالبحث عن أشخاص حقيقيين وراء تلك الأرقام.

ديرمود جيفريز، مدير برامج التحقيقات، الجزيرة الإنجليزية:

في حالة كانت القصة ذات أهمية واضحة ولها صلة بالأحداث الجارية، يقوم تلفزيون الجزيرة بإعداد تقارير سرية وتحقيقات باستخدام كاميرات خفية. ينصح جيفريز الصحفيين الذين يريدون التعاون معهم، عبر إرسال أفكارهم، بتوضيح أدلّة تؤكد صحة فرضيتهم، بالإضافة إلى توضيح كيفية الوصول وإتاحة المصادر التي تساعدك على إتمام القصة.
"أحيانا نقسو كثيراً على صانعي الأفلام عندما يأتوا إلينا بأفكار جديدة، لكن في النهاية يكون ذلك في صالح جميع الأطراف لأننا نضمن بأن القصة  تسير على خطى سليمة،" يضيف جيفريز.
أما عن طريقة إرسال فكرتك فيقول إنه أمر في غاية السهولة، حيث كل ما يتطلبه ليس أطول من ثلاثة فقرات توضح بهم الخطوط العريضة لفكرتك. إذا تمت الموافقة عليها سيعود إليك المحرر ويطلب منك كتابة مذكرة أكثر تفصيلاً عن المشروع.
بحسب جيفريز، يجب أن تحتوي تلك المذكرة على أهم الأشخاص الذين تريد تصويرهم في الفيلم، وخطة الوصول إليهم، ليس فقط من خلال إجراء مقابلات شخصية بل أيضاً عن طريق مشاهد أخرى سريّة وراء الكواليس، بالإضافة إلى تقدير تقريبي لتكلفة المشروع.
كما انتقد بعض الأفكار التي تأتيهم، قائلاً، "هناك 300 مليون مشاهد للقناة وذلك يعتبر رقم بالغ التأثير، على الرغم من ذلك ما زلنا نفتقد القصص، وذلك أمر حاسم بالنسبة إليّ."

ديما ترحيني، مقدمة الأخبار الرئيسية، DW بنسختها العربية: 

يختلف الأمر كثيراً بالنسبة لترحيني حيث أنها أشارت إلى بعض الحيل والتفاصيل التي قد تبدو بسيطة لكنها تهم فريق DW بقدر ما يهمهم مضمون الفكرة. وقالت، "أن 90٪ من الأفكار لا نستطيع قراءتها ليس تكبراً منا ولكن نظراً لضيق الوقت وكثرة ضغوط العمل، وأن طريقة تقديم الأفكار لا تجذب اهتمامنا بدرجة كافية.
تفضل ترحيني الإيميل كأفضل وسيلة للتواصل وإرسال الأفكار حيث أن ذلك يعطيها وقتًا كافيًا لتدرك مدى أهمية القصة المطروحة بالنسبة للجمهور. كما تقترح البحث الجيد لمدة لا تقل عن أسبوعين عن هوية البرنامج الذي تريد التعاون معه وطريقة تناوله للأخبار وما هي أهم القصص التي يركز عليها، وأخذ وقت كافي في التفكير في طريقة تقديم فكرتك.
ضع في عنوان الرسالة شيئاً يثير اهتمام المحرر، ويجب أن توجه رسالتك لاسم واضح بدلاً من «إلى من يهمه الأمر». ثم قم بتقديم نفسك للشخص الذي تريده باختصار وكن صريحاً في خطتك، إذا كانت الفكرة حصرية لهذا البرنامج أو كنت تنوي إرسالها لمؤسسات أخرى، وأخيراً إقترح جدول زمني تستطيع إنجاز القصة خلاله.
لو لم يقم المحرر بالرد على رسالتك، تقول ترحيني أنه غالباً ما يكون ذلك لضيق الوقت ليس أكثر، فكن مؤمناً بنفسك وبالفكرة، ومن الأجدر أن تقوم بإرسال رسالة أخرى للمتابعة.

نيلز هانسن من STV في السويد:

إذا كانت فكرتك ضعيفة فبالطبع لن نقبلها وإذا كانت جيدة قد لا نقبلها أيضاً! نحن نتطلع دائماً إلى أفكار "عبقرية"، بهذه الكلمات افتتح هانسن مجموعة نصائحه. وأوضح أنهم دائماً يبحثون عن أفكار تضيف للجمهور شيئاً لا يعرفه، ويريدون معرفته وينبغي معرفته، ولن يستطيعون معرفته إلا عن طريق شاشتهم.
أهم التحديات التي تواجه الصحفيين المستقلين عند طرح أفكارهم لدى STV على حد قول هانسن، هي عدم القدرة علي توضيح الفكرة. لذلك ينصح بتقديم فرضية واضحة في جملة واحدة على الأكثر توضح من خلالها فكرتك، ويمكن أن يكون هناك أكثر من فرضية لتنفيذ الفكرة.
على الصعيد المحلي يذكر هانسن أن هناك قضايا مثل البطالة في السويد يمكن تغطيتها ضمن عدة قضايا أخرى، أما على المستوى الدولي والإقليمي فهناك قضية تجنيد الشباب السويدي للقتال إلى جانب صفوف «داعش» مشيراً إلى أن هناك، حتى الآن 300 سويدي مجندين بسوريا والعراق.

هانا سترينغ من تلفزيون VICE - UK:

لم تختلف نصائح سترينغ عن سابقة زملائها المتحدثين، من حيث التأكيد على أهمية وضوح الفكرة وصلتها مع الأحداث الجارية والمتابعة مع المحرر، إلا أنها أكدت على ضرورة وجود خطة توضح كيفية إتاحة المصادر.
ذكرت سترينغ أن هناك بعد المناطق التي يصعب الوصول إليها في الشرق الأوسط، لذلك تسعى دائماً للبحث عن صحفيين محليين لإيجاد تلك القصص. من أهم القصص التي أشارت اليها كانت خاصة بـ«داعش»، وبعض القصص الأخرى مثل الهجرة غير الشرعية.
بالرغم من قصر مدة إطلاق وكالة VICE الإخبارية إلا أنهم تمكنوا من إنجاز عدة تقارير حصرية. تشير سترينغ إلى التقرير الوثائقي الذي تم إنجازة داخل سوريا لمدة ثلاثة أسابيع لتوثيق يوميات الأفراد داخل معسكرات المعارضة وأماكن تواجد «داعش» وأن تلك الفكرة طرحت عليهم من قبل إحدى الصحفيات المستقلات، وقالت أنها تأمل في أن ترى مثل هذه الأفكار في المستقبل.