إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 5 أغسطس 2015

ميادين القتال العربية ضدالإرهاب.. جبهة واحدة وعدو واحد.


محمد منصور

ربما يضع البعض فروقًا جوهرية وأساسية بين ميادين الحرب العربية ضد الأرهاب"مصر، سوريا، ليبيا ، العراق" ولكن الواقع الميداني يشير إلى أن التشابهات بين هذه الميادين تصل إلى حد التطابق في نواح عديدة.

كانت المعضلة الأساسية التي واجهت الجيوش العربية والجيش السوري بشكل خاص في حربهم على الإرهاب هي الظروف غير المتوقعة التي نشأت عن ظروف المعارك العسكرية التي تواجهها هذه الجيوش للمرة الأولى، فقد كانت مستعدة منذ نهاية حرب تشرين / اكتوبر 1973 لأي مواجهة محتملة مع الجيش الإسرائيلي، ولكنها وجدت نفسها تقاتل داخل مدنها وقراها، وداخل مقرات وحداتها العسكرية. هذا الوضع وان تمكنت الجيوش العربية من احتوائه جزئيًا، إلا أن نتائج مهمة نتجت عنه. من أهمها: الاستنزاف الكبير في مخزونات الذخيرة والسلاح والمعدات المتوفرة.


الدفع بالأنواع الأحدث من الدبابات السورية

في بدايات اندلاع الحرب في سوريا تم اتخاذ عدة قرارات خاطئة على صعيد تكتيكات استخدام السلاح، حيث تم الدفع بالأنواع الأحدث من الدبابات السورية من نوع"T72AV"  و "T72M1" بجانب ناقلات الجند خفيفة التدريع من نوع "Bmp1" و "BRDM-2" في محاولة للسيطرة السريعة علي النشاطات المسلحة المتزايدة داخل المدن. هذا القرار أدى إلي استنزاف معتبر في عديد الدبابات وناقلات الجند المدرعة في الفترة ما بين مارس2011 واوائل العام 2013. ثم تم اتخاذ قرار بتصحيح هذا الوضع، عن طريق وضع استراتيجية لضبط استخدام القدرات التسليحية فيها، تم تقييد استخدام الأنواع الأحدث من الدبابات السورية في المناطق التي تشهد نشاطًا مكثفا للصواريخ المضادة للدروع، وتوفيرها للدفع بها في المناطق التي تحتاج قوات المشاة فيها إلى دعم مدرع عاجل في عمليات الاقتحام والتطهير القريب.
 
هذه الاستراتيجية نفسها، تم اتباعها في سلاح الجو السوري منذ البداية، حيث تم الاعتماد بشكل أساسي في الفترة ما بين مارس 2011 ونهاية العام 2013 على طائرات التدريب تشيكية الصنع "L-39 Albatros" و المقاتلات الروسية"MIG21" في العمليات الجوية المختلفة  سواء القصف او دعم القوات الأرضية، ثم بدأ التوسع تدريجيًا بشكل محسوب في استخدام الأنواع الأحدث من الطائرات مثل سوخوي22 وسوخوي24 وميج23 وميج29 و هذه الاستراتيجية أثبتت نجاعتها في إدامة فعالية القوة الجوية السورية على الرغم من الطلعات الجوية المستمرة والخسائر التي تعرضت لها على مدار أكثر من 4 سنوات، تم الاستفادة أيضًا من دروس الميدان التي القت الضوء على اخطاء في التنسيق بين الوحدات المدرعة خلال المعركة، فبات التنسيق افضل، وباتت الهجمات تنفذ بمشاركة الدبابات وناقلات الجند معا تحت قيادة وسيطرة موحدة، من اجل الجمع ما بين تطهير المناطق المستهدفة، وبسط السيطرة عليها، وهذا كان واضحاً في عمليات عديدة نفذها الجيش السوري، اهمها عمليات "جوبر".

أهمية دور طائرات الاستطلاع من دون طيار

كان للواقع العسكري الميداني غير المسبوق الذي شهدته الجيوش العربية أيضًا دور في لفت النظر إلى أدوار عسكرية مهمة لم تكن موضوعة في اعتبار صانع القرار العسكري في الفترة الماضية، وهو أهمية دور طائرات الاستطلاع من دون طيار. الجيوش المصرية والسورية والعراقية، اهملت هذا الجانب خلال العقود الماضية، وخلال السنوات الأولى لمعاركها، الا ان الجيش السوري كان أول من تنبه الى اهمية دور هذه الطائرات في العمليات العسكرية خصوصا داخل المناطق السكنية. ونظرًا لأن ما كان يمتلكه سابقًا من طائرات من دون طيار يعود للحقبة السوفيتية، وتم اخراجه من الخدمة. فقد بدأ مع القوات الرديفة منذ فبراير 2012 مثل استخدام مجموعة من الطائرات من دون طيار ايرانية الصنع "أبابيل – الياسر – المهاجر – شاهد129" بجانب استخدامه لأنواع اخرى اصغر من الطائرات من دون طيار غير المخصصة للاستخدامات العسكرية، واستخدم الجيش السوري هذه الأنواع بفعالية كبيرة، لدرجة استخدامها في عمليات مشتركة مع مقاتلات سلاح الجو السوري، كما حدث في محيط مطار الثعلة العسكري، حين تصدت قاذفات الميج23 السورية لمحاولات اقتحام المطار على ضوء المعلومات التي وفرتها الطائرات من دون طيار من نوع "مهاجر4" ،بدأ الجيش المصري أيضًا في استخدام الطائرات من دون طيار في سيناء لدعم عمليات قوات المشاة في المناطق المحيطة بالشيخ زويد ورفح والعريش منذ اواخر العام 2012 مستخدمًا طائرات مصنعة محليًا بالاشتراك مع الصين من نوع"ASN-209" وكذلك فعل الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي.

التعامل مع النقص في الذخائر

من المعضلات الميدانية الأخرى التي واجهتها الجيوش العربية وخصوصا الجيشين العراقي والسوري هي كيفية التعامل مع النقص المستمر في الذخائر والتناقص المتوقع في اداء منظومات الأسلحة المستخدمة نتيجة المعارك المستمرة، ولذلك بدأت القوات العربية في تنفيذ استراتيجية عنوانها "اعادة التأهيل".

قام العراق بإدخال انواع من الأسلحة الثقيلة في الخدمة منها دبابات "تايب69" الصينية والمدرعة التشيكية"براغا 59" والمدافع الروسية المضادة للطائرات من عيار 100 مللم، والصينية من عيار 37 مللم  ومدرعات "فهد" مصرية الصنع، وناقلة الجند المدرعة “AMX-10P” فرنسية الصنع، والدبابة البريطانية الصنع “FV 4201 Chieftain”،  قام الجيش الوطني الليبي أيضًا بمحاولات مماثلة للاستفادة من المدافع الموجودة على متن السفن الحربية التابعة للبحرية الليبية، ومنها المدفع البحري الثنائي المضاد للطائرات "AK-230" من عيار 30 مللم ، وهو من الأسلحة القياسية التي كانت كاسحات الألغام والفرقاطات وزوارق الدورية السريعة السوفيتية الصنع تتزود بها، وقام الجيش الليبي بإزالته اعداد منها من على سطح كاسحة الغام وفرقاطة كانتا تابعتين للبحرية الليبية وثبتها على شاحنات مدرعة، كذلك قام الجيش السوري بخطوات واسعة في هذا المجال، أعاد فيها للخدمة المدافع المضادة للطائرات من عيار 37 مللم و 100 مللم ومدفع الميدان الروسى "M30" من عيار 122 مللم ومنظومة الدفاع الجوي الثنائية ذاتية الحركة "ZSU-57" روسية الصنع بالإضافة الى تعديلات محلية الصنع استفادت من بعض المدرعات وناقلات الجند مثل تثبيت مدافع مضادة للطائرات عى متن عربة الإسعاف الميداني من نوع “AMB-S” روسية الصنع وعلى القاذف ذاتية الحركة من نوع  "2K12 KUB" الخاصة بمنظومات "سام6″المضادة للطائرات روسية الصنع . ايضا وبغرض حماية العربات المدرعة والدبابات خفيفة او متوسطة التدريع من مخاطر القواذف المضادة للدبابات اعتمد الجيشان المصري والسوري استخدام "الدروع القفصية" وهي دروع محلية الصنع تثبت على بدن القطعة المدرعة لحمايتها من القذائف المضادة للدبابات ذات الشحنة المشكلة مثل قذائف "ار بى جي" الروسية الصنع.


ايضا كان من نتائج الظروف الميدانية غير المعهودة التي واجهتها الجيوش العربية فيالميدان، إلقاء الضوء على اهمية وسائط التشويش اللاسلكي ومحطات الاتصال الميداني. تم رصد استخدام الجيش السوري لمحطات الاتصال والتشويش اللاسلكية من انواع لم يكن معروفا وجودها لديه من قبل، مثل محطتي الإعاقة والتشويش الروسيتين "R-330B" و"SPR-1" والمنظومة اللاسلكية “اراك32″ إيرانية الصنع ومحطة الاتصال الميداني الصينية "TS-504" كما تم رصد استخدام وحدات الجيش المصري في سيناء للمنظومة اللاسلكية الروسية"R-149BMRg" و هي منظومة لم يكن من المعروف وجودها في حوزة الجيش المصري من قبل.

من ضمن التكتيكات التي ابتكرتها القوات العربية في قتالها للمجموعات الإرهابية استخدام المدافع المضادة للطائرات بمختلف عياراتها في الضرب المباشر على مناطق تمركز وتحصن المسلحين، وايضا استخدام الجيش السوري لمنظومات مكافحة الألغام الروسية "UR77" في ضرب مناطق تمركز المسلحين في جوبر.

نقلا عن موقع العهد 

http://www.alahednews.com.lb/113924/4/

أساطير وحقائق .."قناة السويس الجديدة".




ضجّ المشهد المصري، خلال هذا الأسبوع، بفيض من الرسائل الإعلامية عن المعجزات التي ستحققها "قناة السويس الجديدة"، إلا أن كل هذه الرسائل ليست دقيقة.

الأسطورة الأولى: "القناة الجديدة" ستسمح بازدواجية حركة الملاحة بطول القناة.

الحقيقة: الفكرة حقيقية نوعًا ما، بنسبة ٦٠٪ إذا شئت الدقة.

يبلغ طول قناة السويس ١٩٣ كيلومترًا؛ تسمح ٨٠,٥ كيلومتر منها بازدواجية الملاحة (حركة السفن في كلا الاتجاهين). 


الرسم التوضيحي السابق يُظهر أن التفريعة الجديدة ستساعد على تجاوز إحدى نقاط الاختناق في القناة عبر إضافة مسار موازٍ للقديم بامتداد المسافة بين البحيرات المرة ومنطقة البلاح. أضاف «مدى مصر» على الخريطة السهم الأحمر الذي يوضّح مسافة الـ٣٥ كيلومترًا التي تم حفرها ضمن مشروع "قناة السويس الجديدة"، أما الخط الورديّ فيظهر مسافة ٣٧ كيلومترًا من المسار القديم، والتي تم تعميقها لتسمح بمرور سفن أكبر.

كلا التعديلين سيجعلان الملاحة أسهل بالنسبة لشركات السفن، وسيسمحان بمرور عدد أكبر من السفن في قافلتي الشمال والجنوب، وكذلك سيقلصان وقت عبور القناة. غير أن التعديلات الجديدة لن تؤدي إلى ازدواجية الملاحة بشكل كامل، وسيظل هناك احتياج إلى انتظار السفن في البحيرات المرة، والاعتماد على نظام القوافل الذي ينظم مرور السفن المقبلة من بورسعيد (قافلة الشمال) ومن السويس (قافلة الجنوب) في المناطق أحادية الاتجاه من القناة.

الأسطورة الثانية: افتتاح "القناة الجديدة" إنجاز يضاهي افتتاح القناة القديمة. أو كما قال الفريق مهاب مميش- رئيس هيئة قناة السويس- مؤخرًا: "قناة السويس الجديدة تعبر بالأمة من الظلمات إلى النور".

الحقيقة: يُعد توسيع قناة السويس، بلا شك، إنجازًا كبيرًا لأحد المشروعات العامة، غير أن القول إنه "سيغير خريطة العالم"، كما تشير إحدى لوحات الإعلانات في مدينة نيويورك، فيه قدر من المبالغة.

للتوضيح: القناة الأصلية تُقلّص المسافة بين أوروبا وآسيا بما يعادل ٨ آلاف و٩٠٠ كيلومتر (٤٣٪ من المسافة الكلّية)، وتختصر الطريق بين لندن والخليج العربي من ٢٤ يومًا إلى ١٤ يومًا. التوسيعات والتفريعة الجديدة لن تُغير من طول الرحلة بين أرجاء العالم. فوفقًا لهيئة قناة السويس، ستُخفّض التفريعة الجديدة زمن الانتظار من ٨-١١ ساعة إلى ٣ ساعات. بالنسبة للقافلة الجنوبية ستنخفض ساعات الانتظار من ١٨ إلى ١١ ساعة (بينما تُشير مصادر أخرى إلى أن زمن الانتظار قبل الأعمال الجديدة كان يبلغ ١٤ساعة).

بالنسبة للأنشطة الملاحية، يُترّجم الوقت إلى أموال؛ لذلك فأي توفير في الوقت المستهلك في عبور القناة سيكون أمرًا عظيمًا بالنسبة لشركات السفن. لكنه لن يُمثّل تغيرًا جذريًا في التجارة الدولية مثلما فعلت القناة القديمة.

أيضًا، يتضمن تاريخ تطوير القناة مرات عدة جرى فيها تطويرها وتوسيعها. فقد تم إتمام ثلاث تفريعات صغيرة سنة ١٩٥٥ بطول ٢٧,٧ كيلومتر تسمح بالملاحة المزدوجة. كما تم إتمام تفريعتين أخريين سنة ١٩٨٠، لتسمح كلها بازدواج الملاحة بطول ٥٣,٨ كيلومتر. وأطول هذه التفريعات القديمة هي تفريعة بورسعيد ويبلغ طولها ٤٠,١ كيلومتر.

تملك وكالة "أسوشيتيد برس" لقطات أرشيفية لحفل افتتاح التوسعات الجديدة عام ١٩٨٠؛ حيث تم قصّ الشريط، وأُطلقت البالونات والحمائم في السماء. حفل لطيف إلى حد مقبول، لكنه لا يشبه المشهد "المُبهر" المتوقع نهاية هذا الأسبوع.

الأسطورة الثالثة: "القناة الجديدة" ستؤدي إلى مضاعفة أرباح قناة السويس.

الحقيقة: منذ الإعلان عن المشروع، والمسؤولون الحكوميون يزعمون أن القناة الجديدة ستؤدي إلى زيادة أرباح القناة إلى ١٣,٥ مليار دولار سنويًا عام ٢٠٢٣، مقارنة بأرباح القناة العام الماضي والتي بلغت ٥,٥ مليار دولار.

وتشكك اقتصاديون وخبراء ملاحة منذ البداية فيما تم إعلانه من أرقام بخصوص تضاعف الأرباح، بسبب عدم قدرة الحكومة على توضيح كيف أن استقطاع عدة ساعات من زمن عبور القناة سيؤدي إلى هذا التغير الدرامي في منظومة التجارة الدولية.

قالت شركة "كابيتال إيكونوميكس"، للدراسات والبحوث الاقتصادية في لندن، في تحليل أصدرته أمس الاثنين إن "توقعات الحكومة [المصرية] تبدو معتمدة على افتراضات متفائلة وغير قابلة للتصديق بخصوص التجارة الدولية". ويرى التحليل أن التقييم الاقتصادي للأرقام المعلنة يوضح أنها "ليس لها أساس وغير واقعية".

وتشير حسابات "كابيتال إيكونوميكس" إلى أنه لكي تتحقق هذه الزيادة في عائدات قناة السويس، يجب أن تزداد التجارة الدولية سنويًا بنسبة ٩٪. وهي حاليًا تتزايد بمعدل ٣٪ فقط تقريبًا كل عام. كما بلغت معدلات الزيادة في فترة الازدهار الاقتصادي خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ٧,٥٪ سنويًا. 

وترى الشركة أن توقع زيادة سنوية في التجارة الدولية بمعدل ثابت عند ٩٪ يبدو أمرًا "غير مرجح، على أقل تقدير".

الأسطورة الرابعة: تمويل مشروع «القناة الجديدة» اعتمد بالكامل على الاكتتاب الشعبي.

الحقيقة: تمكنت الحكومة، عبر بيع شهادات استثمار قناة السويس، من توفير ٦٤ مليار جنيه خلال أسبوعين. وأتى ٨٨٪ من هذا المبلغ من مواطنين مصريين. لعب "الشعور الوطني"، بجانب الفائدة التي تبلغ ١٢٪، دور الحافز الأساسي لمعظم من اشتروا شهادات الاستثمار. غير أن التمويل الذي تم توفيره لم يكن كافيًا لحفر القناة، واحتاجت الحكومة إلى قرضين إضافيين من بنوك محلية يقدّران بـ٨٥٠ مليون دولار.

لا يوجد بالطبع ما يعيب الاحتفال بـ«القناة الجديدة»، لكن بعض الواقعية لا يضر. ففي الوقت الذي تبدو فيه التفريعة الجديدة قادرة على جلب عائدات إضافية للاقتصاد المصري، إلا أنها لن تقلب الأمور رأسًا على عقب كما يَعِد البعض.


الاثنين، 23 فبراير 2015

الناصرية ــ الماركسية... الوهّابية في اليمن أيضاً



حيّا «الحزب الاشتراكي اليمني» هروب الرئيس السابق لليمن، عبدربه منصور هادي، من «الإقامة الجبرية»، واعتبر عودته إلى المشهد السياسي فرصة لنجاة البلد من الانهيار! ويؤيد الحزب استمرار الحوار الوطني «خارج صنعاء». أه، طبعاً؛ فالعاصمة التي حررها الحوثيون من النفوذ الأميركي ــــ السعودي، لم تعد آمنة بالنسبة لـ «الاشتراكيين» اليمنيين المنغمسين في التهليل للمظاهرات الاخوانية «المطالبة بعودة الشرعية!».
شرعيّة من؟ شرعية السعودية التي طالما استبدّت بالسياسة اليمنية، وحوّلت البلد إلى ميدان للفوضى والتخلف والجمود والوهابية والاخوان والقاعدة في ظل الهيمنة الأميركية. وبالمناسبة، الحزب الاشتراكي اليمني ــــ الحزب «الماركسي»، الحليف التاريخي للاتحاد السوفياتي، وجوهرة الحركة الشيوعية واليسارية العربية في السبعينيات والثمانينيات ــــ لا يستحي من «دعوة المجتمع الدولي» للتدخل في اليمن!
لدينا، بالطبع، تحفظات عديدة، من موقع تقدمي، على أنصار الله. لكن، ما جوهري هو أن قوة الحوثيين، المتماسكة المقاومة الصاعدة، تنطوي على ثلاثة أبعاد تصبّ كلها في مصلحة حركة التحرر العربي. البعد الأول، يرتبط باستعادة استقلال اليمن والهوية الوطنية اليمنية وتحجيم الاخوان واستئصال الوهابية وتطهير البلاد من الإرهابيين. هذا الاتجاه من شأنه تحويل البلد إلى قوة إقليمية، والشروع في خطط تنموية تمنح هذا البلد المعذّب، فرصة للاستقرار والازدهار. والبعد الثاني يتعلّق بالصراع الإقليمي. فالاستقلال اليمني من شأنه أن يحدّ من النفوذ السعودي الرجعي في المنطقة كلها، وخصوصاً حين تغدو اليمن قادرة على استرداد المحافظات اليمنية المحتلّة (جيزان ونجران وعسير)، العام 1934، من قبل النسخة الأولى من «داعش» ــــ آل سعود. سيؤدي ذلك إلى لجم السعودية، وربما يحرّك ديناميات تفكيكها. وسيكون كل ذلك أهم ما يمكن أن يقدمه الحوثيون لحركة التحرر العربي، وخصوصاً للهلال الخصيب الذي طالما تلظّى، ولا يزال، بنار الحقد السعودي، من فلسطين إلى لبنان إلى العراق إلى سوريا. إن أي خطوة في اتجاه كبح الرجعية السعودية، هي خطوة في اتجاه نهوض الحركة التقدمية العربية؛ والبعد الثالث، يقع في صلب الصراع الدولي المحتدم من أجل الانتقال من القطبية الأحادية إلى عالم متعدد الأقطاب. ومن الواضح أن انتصار الحوثيين في اليمن سيمثّل انتصاراً جديداً لروسيا والصين وإيران، في مواجهة الغرب الاستعماري، ويعزّز الصمود السوري. وليس بلا معنى عميق أن تصطفّ روسيا المتحركة في وجه الهيمنة الأميركية ــــ الغربية، مع الحوثيين، وتوفّر لهم الغطاء اللازم في مجلس الأمن الدولي، في خطوة أولى نحو قيام تحالف بين الطرفين.
هذه هي الأبعاد الأساسية الحاكمة للموقف اليساري الصحيح من حركة الحوثيين. وهي لا تلغي، بالطبع، الخلافات الفكرية والاجتماعية ــــ السياسية، بين اليسار والحركة، ولكنها تؤيد الاتجاه نحو التحالف معهم من موقع نقدي، لا محاربتهم بالاستناد إلى الوهابيين والاخوان والسعودية و»المجتمع الدولي»، أي الامبريالية الغربية، وبحجة شعارات ليبرالية، تبطن حساسيات مذهبية وجهوية.
الصراع الرئيسي في اليمن تقوده قوتان، كلاهما لهما طابع ديني وعشائري: الاخوان والسلفيون والتكفيريون، ومن ورائهم السعودية والولايات المتحدة، من جهة، والحوثيون، ومن ورائهم ايران والمقاومة والروس؛ فأين يقف اليساري؟ يمكنه، بالطبع، أن يستنكف عن الخوض في حرب لا يراها حربه، ولكن، إذا كان يريد أن يحارب؛ فهل يقف في الخندق السعودي ــــ الأميركي؟
«
الاشتراكي اليمني»، ويا للأسف، يعيش اللحظة الأخيرة من سقوطه التاريخي؛ إنما هي مأساة لها جذور قديمة. فقد شهدت الفترة بعد هزيمة 1967، تحوّل قوى ناصرية وقومية عربية، إلى «الماركسية»، إنما بعناصر أيديولوجية مختلطة من التروتسكية والغيفارية واليسراوية الأوروبية، خصوصا الإرهابية، والليبرالية والاشتراكية الديموقراطية، ما سمح لتلك القوى باجتذاب الفعاليات الشابة التي تغريها حرية الفوضى الايديولوجية. وبعد انقضاء الفترة «الثورية»، انتهت القومية ــــ الماركسية إلى ليبرالية غربية اصلاحية مطعّمة بنكهة يسارية، ولكنها فكّت ارتباطها، نهائياً، بأولويات التحرر الوطني والتنمية المستقلة والتقدم الاجتماعي، لصالح نظرة حقوقية إنسانوية، تتطابق، سياسياً، مع الأيديولوجية الامبريالية، المدعية الحرص على الحرية وحقوق الانسان كأداة دعائية لتحطيم الدول القومية.
باستثناء نسبي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نلاحظ أن حزبها الأردني، وبقايا منظمة العمل الشيوعي في لبنان، والجبهة الديموقراطية، بفرعيها الفلسطيني والأردني، والقوميين ــــ المتمركسين في سوريا على اختلاف ألوانهم، والحزب الاشتراكي اليمني، أي عناصر الظاهرة الناصرية ــــ «الثورية» لما بعد 1967، بمجملها، تحوّلت، في الواقع، إلى أداة للرجعية العربية أو الوكالات الغربية الراعية للمنظمات غير الحكومية.
هذا المآل يشمل، أيضاً، أقساماً من الشيوعيين انضموا إلى الركب، وكونوا مع رفاقهم الناصريين ــــ المتمركسين، وليبراليين آخرين، تياراً هجيناً من «يسار» عربي بلا يسار ولا قومية؛ يتعاون بعضه مع السعودية، ويرى بعضه في قطر منارة ثقافية، ويعادي سوريا والمقاومة، باسم الحرية!

ناهض حتر
الاخبار اللبنانية

وأصبح لمصر ذارع طويلة.

مقاتلة "رافال" على حاملة طائرات فرنسية في مياه الخليج أول من أمس (أ ف ب)

أثار خبر تعاقد سلاح الجو المصري على طائرة «رافال» المقاتلة ــ الفرنسية الصنع ــ مواقف متناقضة بين مرحّب على اعتبار أنها تمثّل إضافة نوعية، وبين منتقد ومشكّك في فوائد العقد. الانتقادات بطبيعة الحال كانت موجهة بشكل رئيسي من قبل مناصري جماعة الإخوان المسلمين المحظورة. فما هي الحقيقة؟
ماهي الـ«رافال»
«رافال» (Rafale) تعني بالفرنسية الإعصار، وهي طائرة بمحركين من إنتاج شركة «داسو للطيران»، الشركة الفرنسية الشهيرة التي أنتجت طائرات أخرى شهيرة مثل "ميستير" و"ميراج" التي شاركت في المعارك الجوية في الشرق الأوسط والتي أبلت بلاءً ممتازاً، وإن كان هذا الأداء على حساب أسلحة الجو العربية، إذ كانت تشكل عماد سلاح الجو الإسرائيلي.
تصنف "رافال" ضمن فئة الطائرات المتعددة الأدوار، حيث تصنف الطائرات المقاتلة ضمن عدة فئات مختلفة، أهمها:
*الطائرات الاعتراضية interceptor المختصة بتنفيذ مهمات اعتراض الطائرات المهاجمة، ولا سيما الطائرات القاذفة، وتتميز هذه الطائرات بسرعتها العالية وقدرتها على الوصول إلى ارتفاعات عالية بسرعة. ولكنّ الميزتين تأتيان على حساب قدرات المناورة والقتال طائرة لطائرة؛ "الميغ 25" السوفياتية و"التورنادو" البريطانية هما مثالان على الطائرات الاعتراضية.
*طائرات التفوق الجوي air-superiority المختصة باقتحام سماء الخصم والاشتباك مع أنواع الطائرات المعادية المختلفة بقصد تأمين السيطرة الجوية المطلقة، وتتميز هذه الطائرات بالقدرة العالية على الاشتباك طائرة لطائرة؛ "السوخوي 27" الروسية والـ"اف ـ 15" الأميركية، من بين الأمثلة عليها.
*طائرات الدعم الأرضي والتحريم الجوي وهي الطائرات المختصة بتقديم الدعم للقوات البرية أو الهجوم على أهداف أرضية في عمق أراضي العدو، وذلك لحرمان العدو من تجميع القوات في خطوطه الخلفية أو الاستفادة من بعض المواقع الحيوية لتعطيل قدراته القتالية. "الجاغوار" البريطانية و"السوخوي 25" الروسية من بين الأمثلة على هذه الفئة من الطائرات.
*هناك أيضاً ما يعرف بالطائرات المتعددة الأدوار multi-role التي تحاول القيام بالأدوار المذكورة أعلاه وربما بعدد من الأدوار الأخرى، مثل مهمات الاستطلاع. الـ"رافال" والـ"ميراج 2000" الفرنسيتان والـ"اف ـ 16" الأميركية و"السوخوي 30" الروسية، و"جاس غريبن" السويدية، تمثل أمثلة على الطائرات المتعددة الأدوار.
وفي الحقيقة، فإن التوجه لدى كثير من الدول حالياً هو لحيازة طائرات متعددة الأدوار، لأن هذا أقل كلفة من امتلاك طائرات متعددة كل منها متخصص بمهمات محددة. ودمج الأدوار لا يأتي على حساب قدرة الطائرة في كل مجال وحده، وإن كان يؤدي إلى ارتفاع ثمن الطائرة بالنتيجة. فسعر طائرة "رافال"، مثلاً، يصل إلى قرابة مئة مليون دولار.
قدرات الـ«رافال» مقارنة بطائرات أخرى
عادةً ما يتم تقييم الطائرات المقاتلة من خلال دراسة قدراتها في عدد من النقاط مثل: الأدوار التي تستطيع الاضطلاع بها، مدى التحليق، نوع الرادار، عدد ووزن الأسلحة والمعدات التي تستطيع حملها، قدرتها على التخفي عن الرادارات المعادية، وأخيراً، بالطبع، كلفة اقتناء الطائرة. وكما ذُكر، فإن "رافال" هي طائرة متعددة الأدوار، لذلك سنقوم بمقارنتها بالطائرات الأخرى في فئتها، ونضيف إلى المقارنة الـ"ميغ 29" الروسية، باعتبار أن هناك تسريبات إعلامية عن نية مصر التعاقد عليها.

*بالنسبة إلى مدى التحليق يبلغ مدى "رافال" الفرنسية أكثر من 3700 كيلومتر، وذلك باستخدام خزانات الوقود الخارجية. بينما يبلغ مدى الـ"ميغ 29" الروسية نحو 2100 كيلومتر، باستخدام خزانات الوقود الخارجية، ومن دونها نحو 1400 كيلومتر. ويبلغ مدى "سوخوي 30" الروسية نحو 3000 كيلومتر. ويبلغ مدى "جاس غريبن" السويدية نحو 3200 كيلومتر، بينما يبلغ مدى أحدث نماذج الـ"اف ـ 16" الأميركية، وباستخدام الخزانات الخارجية، نحو 3200 كيلومتر، أي إن "رافال" تتفوق على منافساتها الأربع.
*بالنسبة إلى نوع الرادار ومدى عمله، تتفوق "رافال" على الطائرات الثلاث الأخرى من حيث امتلاكها للرادار RBE2-AA الذي يعمل بالتقنية المستقبلية المشهورة باسم AESA، وهي اختصار لـactive electronically scanned array والذي يمكن ترجمته بمجموعة المسح الإلكتروني النشطة.
يتفوق هذا النوع من الرادارات على الأجيال القديمة التي تعتمد على وجود "أنتين" يجب تحريكه وتوجيهه إلى الجهة التي يراد مسحها عن طريق إرسال موجات راديوية ذات تردد واحد، بينما تعتمد رادارات المسح النشط على وجود أجهزة إرسال متعددة ثابتة غير متحركة تقوم بإرسال موجات راديوية ذات ترددات مختلفة، وهذا يزيد دقة الرصد ويمنع اكتشاف الطائرة التي ترسل هذه الموجات لأن الترددات متغيرة، بينما يمكن رصد الطائرات التي تستخدم الرادارات التي تعتمد التقنية القديمة. كذلك فإن رادارات AESA أكثر قدرة على مقاومة التشويش الإلكتروني من الرادارات الأخرى. ولا تزال الـ"ميغ 29" والـ"سوخوي 30" الروسية تعتمد الرادارات القديمة التقليدية، والوضع مشابه تقريباً بالنسبة إلى الـ"اف ـ 16" الأميركية التي تم توفير خيار الرادارات الأحدث من نوع AESA فقط لأحدث أجيالها التي تعرف باسم "F-16 Block 60"، والطائرات التي أخّرت الولايات المتحدة تسليمها لمصر هي من طراز "F-16 Block 50/52"، مزودة برادارات تعتمد على التقنية القديمة. أما مقاتلة "جاس غريبن" السويدية فهي مزودة أيضاً برادار تقليدي، ولكن سيتم استخدام رادار جديد (ES-05) بتقنية AESA في الجيل الجديد من هذه المقاتلة. ولكن التفوق يبقى لمصلحة "رافال"، إذ إن الهدف الذي يكتشفه رادار (ES-05) من مسافة 150 كيلومتراً يستطيع رادار "رافال" كشفه من مسافة تقارب 200 كيلومتر. إذاً، تتفوق "رافال" على منافساتها الأربع في مجال نوع الرادار ومداه.
*بالنسبة إلى الأسلحة والمعدات التي يمكن حملها، نجد أن "ميغ 29" الروسية يمكن تزويدها بما مجموعه 3.5 أطنان من الأسلحة والمعدات موزعة على 9 نقاط تعليق، ثلاث على كل جناح وثلاث تحت هيكل الطائرة. أما "اف ـ 16" فيمكن تزويدها بما مجموعه 7.7 أطنان من الأسلحة والمعدات موزعة على 11 نقطة تعليق، ثلاث تحت كل جناح وواحدة على نهاية كل جناح وثلاث تحت الهيكل. ويمكن تحميل "سوخوي 30" بما مجموعه ثمانية أطنان من الأسلحة والمعدات موزعة على 12 نقطة تعليق، ثلاث تحت كل جناح وواحدة على نهاية كل جناح وأربع تحت الهيكل. أما أحدث نماذج "جاس غريبن"، المستقبلية، فهي قادرة على حمل ما مجموعه ستة أطنان من الأسلحة والمعدات موزعة على ثماني نقاط تعليق. تتفوق "رافال" على هذه الطائرات الثلاث بقدرتها على التسلح بما مجموعه 9.5 أطنان من الأسلحة موزعة على 14 نقطة تعليق، أي إنها تحمل "عدداً" أكبر من الأسلحة وبوزن إجمالي أكبر. وهي تتفوق بذلك حتى على "سوخوي 30" التي تفوقها بالحجم بكثير.
*تلعب قدرة الطائرة المقاتلة على التخفي وتجنّب كشفها من قبل الرادارات المعادية ــ الأرضية منها والجوية ــ دوراً مهماً في المعركة. وبالرغم من أن الخفاء التام، أو ما يعرف باسم «الشبحية»، لا يزال مقتصراً على بعض الطائرات الأميركية الحديثة مثل "اف 22"، إلا أن الشركات المصنعة تعمل على تحقيق درجة من الخفاء أو "الشبحية" الجزئية، وذلك عبر استخدام تقنيات مختلفة، مثل الدهان الممتص للأشعة الرادارية أو تخفيض البصمة الحرارية للمحركات. ولكن يبقى هناك عوامل تمنع "الشبحية" الكاملة وتسمح للرادار باكتشاف الطائرة. ولقياس ومقارنة "شبحية" الطائرة يتم استخدام مقياس يسمى المقطع الراداري العرضي للطائرة. وهذا المقطع يؤخذ كمؤشر على سهولة أو صعوبة كشف الطائرة؛ وكلما صغر المقطع العرضي أصبح كشف الطائرة أصعب. فعلى سبيل المثال، تملك "سوخوي 30" مقطعاً عرضياً مقداره حوالى أربعة أمتار مربعة، بينما يتراوح المقطع العرضي لـ"اف ــ 16" (بحسب الجيل) بين 1.5 إلى خمسة أمتار مربعة، بينما لا يزيد المقطع العرضي لـ"رافال" عن متر مربع واحد، علماً بأن المقطع العرضي لصاروخ "توماهوك" يبلغ نصف متر مربع. ولهذا، كثيراً ما يشار إلى مقاتلة "رافال" على أنها تمتلك ميزات "شبحية".
*أخيراً، مسألة كلفة اقتناء المقاتلة. في الحقيقة تعدّ هذه الناحية واحدة من أكثر المسائل تعقيداً، إذ إنها ترتبط بشروط العقد الذي يتم الاتفاق عليه بين الطرفين والمواصفات التفصيلية للطائرة، وأي جيل من أجيال الطائرة، وفترة السداد، وغير ذلك. ولتسهيل المقارنة، وجعلها أكثر موضوعية، تم استخدام أسعار الطائرات عندما دخلت الخدمة لدى الدول المصنعة لها. وهكذا يبلغ ثمن "ميغ 29" ما بين 35 إلى 50 مليون دولار و"سوخوي 30" ما بين 55 إلى 60 مليون دولار، فيما سعر أحدث نماذج "اف ــ 16" يصل إلى ما يزيد على مئة مليون دولار، و"جاس غريبن" حوالى 70 مليون دولار، و"رافال" حوالى مئة مليون دولار.
بمقارنة هذه النقاط المختلفة، نجد أن مقاتلة "رافال" تتفوق عموماً على منافساتها الأربع. أما قرار التعاقد على هذه الطائرة دون غيرها فيعود إلى الظروف الموضوعية لكل سلاح جو.

سلاح الجو المصري: الظروف الموضوعية والاحتياجات المستقبلية
منذ منتصف السبعينيات، ابتعد سلاح الجو المصري عن الاتحاد السوفياتي، والسلاح الشرقي عموماً، وتوجه إلى الغرب، واقتنى نماذج مختلفة من الطائرات الأميركية والفرنسية.
واليوم تشكل طائرات "إف ــ 16" الأميركية العمود الفقري لسلاح الجو المصري بعدد إجمالي يقارب 200 منها، معظمها من الجيل المسمّى "F-16 Block 40"، وتليها طائرات "ميراج" الفرنسية، بنماذجها المختلفة، بعدد إجمالي يصل إلى مئة طائرة، وأخيراً تأتي "ميغ 21" الروسية التي بقي منها في الخدمة أقل من 60 طائرة، وعلى الأغلب سيتم إخراجها من الخدمة قريباً.
إن الاهتمام المصري بالطائرات الفرنسية الصنع يعود إلى نهاية الستينيات، وتحديداً بُعيد حرب الأيام الستة، عندما أدركت القيادة العسكرية المصرية محدودية قدرات الطائرات السوفياتية، ولا سيما من ناحيتي مدى الطيران والقدرة على حمل الأسلحة والمعدات، وخصوصاً أن سلاح الجو الإسرائيلي كان قد حقق السيطرة الجوية خلال تلك الحرب باستخدام الطائرات الفرنسية "ميستير" و"ميراج".
وهكذا، عندما قررت ليبيا بناء سلاحها الجوي، نصح الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر القيادة الليبية بمحاولة اقتناء "ميراج" الفرنسية كي تكون عوناً للقوات الجوية المصرية في الحرب المقبلة، وذلك بسبب إدراك مصر أن فرنسا قد لا تقوم ببيع هذه الطائرات لمصر مباشرة. وقامت مصر بإرسال طيارين مصريين إلى ليبيا حيث تم تزويدهم بجوازات سفر ليبية وتم إرسالهم إلى فرنسا ليتم تدريبهم على الطائرات الجديدة. وبالفعل، ساهمت "ميراج" مساهمة جيدة في حرب عام 1973.
واليوم أيضاً، تجد القيادة العسكرية المصرية أن اقتناء الطائرات الفرنسية الحديثة هو الخيار الصحيح، وذلك في ضوء النقاط الآتية:
أ- الحاجة إلى بديل للطائرات الفرنسية من طراز "ميراج" الموجودة حالياً في سلاح الجو المصري. وطائرة "رافال" تم تطويرها خصيصاً لكي تحل محل "ميراج"، وبالتالي فإن اقتناءها يمثل خطوة منطقية.
ب- الحاجة إلى طائرات مقاتلة متعددة الأدوار متفوّقة وذات قدرات عالية في ضوء الأوضاع المتغيرة بحدة، وبسرعة، في المنطقة، بما في ذلك احتمالات تدهور الوضع مع إثيوبيا، حيث منابع النيل وحيث يتم بناء سد النهضة الذي يشكل خطراً حقيقياً على مصر. وكان واضحاً أن الطائرات المصرية حالياً لا تمتلك قدرات جوية تسمح لها بالوصول بسهولة إلى إثيوبيا، إضافة إلى بروز خطر تعرض مضيق باب المندب لأعمال القرصنة أو ما شابه.
ج- بعد عرقلة الولايات المتحدة تنفيذ صفقة "اف ــ 16" (F-16 Block 50/52) الحديثة التي يحتاج إليها سلاح الجو المصري، كان لا بد من البحث عن مورّد آخر لا دوافع سياسية لديه تمنعه من إكمال الصفقة في اللحظة الأخيرة. وهنا تأتي فرنسا كخيار منطقي.
د- مواصفات طائرة "رافال" ــ كما ناقشنا مطوّلاً وبشكل مفصّل أعلاه ــ تتفوق على كل الأنواع المنافسة المحتملة.
تبرز أهمية مقاتلات "رافال" في قدرتها على تنفيذ عمليات جوية بعيدة المدى. فلو تمركز سرب من هذه الطائرات في قاعدة أبو سمبل الجوية في جنوبي مصر، لأمكنها تنفيذ عمليات دورية عند باب المندب، على بعد حوالى 1800 كيلومتر عن مطار أبو سمبل، أو تدخل المجال الجوي الإثيوبي وصولاً إلى منطقة مشروع سد النهضة، على بعد حوالى 1600 كيلومتر من مطار أبو سمبل، وفي الحالتين سيتم هذا من دون الحاجة إلى المرور حتى في الأجواء السودانية.
وإن اقتضت الحاجة إلى تنفيذ عمليات فوق الأراضي الليبية، فيمكن لهذه الطائرات إن وضعت في أي قاعدة جوية في غربي مصر أن تغطي كامل الأراضي الليبية وصولاً إلى الحدود الجزائرية. وهذا ما لا تستطيع القوات المصرية تنفيذه الآن بطائراتها من طراز "إف - 16"، القديمة نسبياً.
بأخذ هذه النقاط بعين الاعتبار، نجد أن القرار المصري بالتعاقد على طائرة "رافال" الفرنسية هو قرار سليم تماماً ولا غبار عليه. لماذا إذن انتقد البعض قرار القيادة العسكرية المصرية؟
محمد صالح الفتيح
الاخبار اللبنانية

الاثنين، 16 فبراير 2015

تركيا وقطر دخلتا الحرب ضد مصر بداعش.


بقيت تردّدات إعدام تنظيم «داعش» في ليبيا لواحد وعشرين مواطناً مصرياً، والردّ المصري بقصف مواقع حدودية لـ»داعش» قرب الأراضي المصرية، موضع تقييم واتصالات على المستويين الدولي والإقليمي، حيث أجمعت التقييمات على اعتبار «داعش» مخلب تركيا الدموي لإيصال الرسائل، والتدخل في رسم خرائط الأمن القومي لدول المنطقة، حيث تواصل تركيا على رغم القرارات المتتالية لمجلس الأمن توفير مصادر التمويل والتسليح والإمداد، لإمارة «داعش»، وتأمين الممرّ للسلاح والملاذ للمقاتلين، وبات واضحاً أنّ أمن المنطقة يتوقف على حسم موقع تركيا، من اللعب المكشوف بورقة «داعش»، وصارت كلّ من الحدود السورية والعراقية مع تركيا بمثابة حدود للأردن ومصر والسعودية لمنع تمدّد «داعش».

ارتضت مصر قواعد اللعبة التركية، وذهبت لخوض القتال في ليبيا حيث التمويل القطري والإمداد التركي يجريان علناً لحساب جماعات «القاعدة»، بدلاً من قيام مصر بفتح الحساب مع الدول الراعية، وتحميلها بأمنها، واقتصادها وعلاقاتها الخارجية مسؤولية العبث الإجرامي، وتدفيعها ثمن التهاون في أمن دول كانت مهابتها تكفي لردع من يمكن أن يفكر في سرّه باللعب معها.

ليبيا تبدو ساحة حرب قادمة، ومصر تبدو ذاهبة إلى حرب استنزاف، ليست بعيدة عن التوظيف للتطويع، في ظلّ حسابات أميركية تسعى إلى ضمّ مصر بشروطها عضواً في التحالف الدولي للحرب على «داعش»، وتريد تلزيمها الحرب في ليبيا، وإبعادها عن تعميق التفاهمات مع روسيا..

ليبيا والمجاهدون فيها من الاحتلال إلى «داعش»!



اختلف الزمان وانقلبت المفاهيم والمعايير وتمّ تشويه معنى «الجهاد» حتى صُيِّر في خدمة الهيمنة الأجنبية والاحتلال الإسرائيلي، أقله كما تدل تصرفات من نصب نفسه «خليفة» على المسلمين، المدعو «أبو بكر البغدادي»... وآخر «إنجازات» جيشه من «الدواعش» الشريط الذي يُظهر فيه بطولات «مجاهديه» عبر إعدام واحد وعشرين من العمال المصريين الفقراء، الذين قصدوا ليبيا لكي يكسبوا، بعرق الجبين والزنود، قوت عائلاتهم التي افترضت أنهم سيكونون آمنين بين أهلهم، ولن يسألهم أحد عن دينهم وشعائرهم، بل سيحاسبون على جهدهم كعمال، وعلى ما ينجزون مما يكلفون به من أعمال في ورش ترميم ما خربته «حرب الإخوة».
لكن «الخليفة» الذي تقصّد الإساءة إلى أول خلفاء المسلمين بعد رحيل الرسول العربي محمد بن عبد الله، أبو بكر الصديق، فاختلس كنيته، لم يجاهد ضد قوات الاحتلال الأجنبي للأرض العربية، سواء أكان أميركياً أم إسرائيلياً (على وجه الخصوص)، بل اندفع يقتل أهل الإيمان من أبناء هذا الوطن الكبير، بدءاً من سوريا امتداداً إلى العراق قافزاً إلى ليبيا التي تركها القذافي نهباً لفوضى المسلحين، «إسلاميين» أساساً، و «وطنيين» يناضلون من أجل استنقاذ وحدة بلادهم المهددة بالاندثار، وثرواتها الهائلة المعرّضة للنهب الداخلي في ظل تواطؤ الخارج..
وهكذا شهد العالم بأسره على جريمة وحشية نفذها «الداعشيون» في مكان ما من الساحل الليبي الذي نزلت فيه قوات الاحتلال الإيطالي في العام 1911، حيث لقيت مقاومة باسلة امتدت لأكثر من ربع قرن، وسقط فيها آلاف الشهداء، بعضهم في مواجهات شرسة مع المحتل، وبعضهم عبر عمليات الإعدام التي توالت «وجباتها» على مر السنين وذهب ضحيتها ألوف المجاهدين من شباب ليبيا، كما من المتطوعين الذين لبّوا نداءها فذهبوا إلى الجهاد فيها ضد المستعمر الوافد من الغرب والذي كانت لديه خطته لطرد أهلها من السواحل ومن الأرض الصالحة للزراعة لكي يقطعها لمستوطنين سيأتي بهم لاحقاً من إيطاليا.. وقد فعل!
ومع أن سجل الفظائع التي ارتكبها الاستعمار الاستيطاني الطلياني في ليبيا حافل وثقيل، إلا أن «الداعشيين» قد تجاوزوها قسوة ووحشية، كما يدل شريط الترهيب الذي بُثّ عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خلال الأيام القليلة الماضية، وعمّمته وسائط الإعلام على العالم.. وبالألوان، حيث أُلبس «الرهائن» الذين سيُقتلون ملابس إعدام تشابه تلك التي أُلبست لمن أدينوا بالإرهاب فسُجنوا في غوانتانامو.
فلقد اختارت العصابات «الداعشية» المسلحة أن توقع في أسرها مجموعة من العمال المصريين الذين جاءوا يبيعون عرق الجباه من أجل حياة كريمة لعائلاتهم.. وتقصّدت هذه العصابات أن يكون ضحاياها من «الأقباط» حصراً، أي من بناة مصر بحضارتها الباهرة التي سبقت بها العالم جميعاً، ممهدة بذلك لإذكاء نار الفتنة داخل مصر، التي حاول إيقاظها «حكم الإخوان» فانتصرت عليه بوحدتها الوطنية الصلبة والتي صمدت في وجه كل المحاولات لضرب صلابتها الجامعة للمصريين كلهم.
الطريف أن «الداعشيين» وبعدما فرغوا من ارتكاب جريمتهم الشنيعة، تقدموا نحو البحر ليطلقوا، عبره، تهديدهم أوروبا بأنهم قادمون إليها ليكملوا فتوحاتهم ونشر الدين الحنيف فيها!
والحمد لله أن بطل المقاومة ضد الاحتلال الإيطالي الشيخ الجليل عمر المختار قد استُشهد شنقاً، فلم يشهد مثل هذه الإساءة الفظيعة للدين الحنيف وللجهاد في سبيل الله وللنضال من أجل حرية الأرض والإنسان، والحمد لله أن المجاهدين الذين لبّوا النداء فذهبوا أساساً من مصر بمدنها وصعيدها، ومن بلاد الشام ليقاتلوا نصرة لإخوانهم الليبيين، وبينهم كوكبة من أهل طرابلس الشام، قد استشهدوا هناك، وقليل منهم من عاد ببعض الجراح ووجع العجز عن الانتصار على القوة الاستعمارية التي سبقت إلى استخدام الطيران الحربي في قصف المجاهدين، كما سبقت إلى «نفيهم» إلى معتقلات شديدة الحراسة في قلب الصحراء بحيث لا يملك من يحاول الهرب فرصة للنجاة.. تماماً كما في السجون الأميركية في غوانتانامو.
إن هذه العصابات «الداعشية» قد أضاعت الطريق إلى الله كما أضاعت الطريق إلى العدو، فارتدّت تقاتل أهلها، ولا سيما الفقراء منهم، كما حدث مع أبناء الأقليات في العراق، من قبل، وكما حدث بالأمس مع الأقباط المصريين الذين ذهبوا يبيعون عرق الجباه ليوفروا لأهلهم وأبنائهم الحد الأدنى من العيش الكريم..
على أن هؤلاء وأولئك، كما الشهداء المسلمين في أي أرض اجتاحتها عصابات «داعش» هم «مجاهدون» أصلاء، وهم بين أشرف الناس الذين حاولوا تأمين حياة كريمة لأبنائهم بعرق الجباه وليس بنهب خيرات البلاد والعباد وبيعها إلى أعدائها في الدنيا والآخرة.
إن «الداعشيين» هم أعداء الأمة، أعداء الوطن، أعداء المؤمنين... وأبسط الواجب أن يواجههم أهل الإيمان فيهزموهم، لأنهم بلا قضية، ومحركهم الشبق إلى السلطة.. وقد شهدنا من ممارساتهم وهم في الطريق إليها ما يكفي لكي نجتمع في مواجهتهم إنقاذاً لأوطاننا ولأدياننا ولأجيالنا الآتية والذين عملنا ونعمل من أجل أن يكون لها الغد الأفضل.
وليس أسوأ منهم إلا من نصبهم النفوذ الأجنبي «مسؤولين» في الفوضى التي تعصف بليبيا وتستنبت فيها «الدواعش»... والذين تصدّوا لمن حاول إنقاذ الليبيين منهم!
السفير


نصرالله :العدو الإسرائيلي هو الوحيد الذي لا يعتبر داعش والنصرة خطراً وتهديداً.



قدّم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في بداية كلمته خلال الذكرى السنوية للقادة الشهداء التي أقيمت، مساء اليوم، في الضاحية الجنوبية لبيروت، بالتعازي من مصر شعباً وحكومة ومن الكنيسة القبطية، إثر الجريمة التي ارتكبها تنظيم « داعش»، أول من أمس، بحق العمال المصريين في ليبيا.
وقال نصرالله إنّ المقاومة تحيي ذكرى قادتها الشهداء «ليبقى الماضي القريب في وعينا وليسكن في وعي الأجيال المقبلة»، وإنّ «قادة المقاومة الشهداء يمثلون مدرسة جهادية كاملة يجب التعلّم منها».
وتحدث نصرالله عن العدوان الأخير الذي شنّه العدو الإسرائيلي على كوادر المقاومة في الجولان السوري المحتل، قائلاً إنّ «دماء شهداء القنيطرة أحيت ذكرى شهداء قادة المقاومة»، مضيفاً أنّ «دماء الشهيد عماد مغنية ستبقى تطارد العدو».
كذلك، تقدّم نصرالله بالتعازي من عائلة رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، قائلاً إنّ «تداعيات حادثة اغتيال الحريري ما زالت مستمرة حتى الآن».
وشكر نصرالله «كلّ الذين التزموا بدعوة عدم إطلاق النار»، مجدداً تأييده للخطة الأمنية التي تنفذها الأجهزة الأمنية في البقاع، وداعياً إلى تفعيلها ومواصلتها. وأضاف نصرالله أن «علينا جميعنا أن ندعم الجيش والقوى الأمنية والحكومة لضبط الوضع الأمني»، معتبراً أنّ «الخطة الأمنية في البقاع والشمال يجب أن تواكبها خطة إنمائية».
كذلك، قال نصرالله إنّ تنظيم «داعش الممتد من ليبيا إلى منطقتنا موجود في جرود عرسال، وهذا استحقاق يجب على الدولة أن تحزم أمرها بشأنه». وفي هذا السياق، أضاف نصرالله أنّ «أهمية التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر تتكشف تباعاً»، ودعا إلى تعميق العلاقة بين الطرفين وإلى عقد تفاهمات مشابهة على المستوى الوطني.
ودعا نصرالله إلى معاودة الجهد الداخلي الوطني لحل مسألة الرئاسة، مناشداً اللبنانيين عدم انتظار المتغيرات في المنطقة.
وعلى الصعيد الداخلي أيضاً، جدد نصرالله دعمه للحكومة، قائلاً: «لا خيار غير ذلك سوى الفراغ. سنواصل الحوار مع تيار المستقبل، وقد أدى الحوار إلى نتائج إيجابية ضمن التوقعات».
وشجّع نصرالله الحوار بين أي من المكونات السياسية اللبنانية «لأنّ ذلك أفضل السبل المتاحة أمامنا»، مضيفاً أنّ «الكلام عن النأي بالنفس حيال ما يجري حولنا غير منطقي وغير واقعي».
وعلى الصعيد الإقليمي، قال نصرالله إنّ «مصير منطقتنا ومصير العالم كله يصنع اليوم في المنطقة وليس في بلد دون سواه»، مضيفاً أنّ «من يريد أن يقرر مصير لبنان يجب أن يكون حاضراً في صنع مصير المنطقة».
وأضاف نصرالله أنّ «من ينتقد موقفنا من البحرين عليه عدم التدخل في سياسة بلد آخر، ولا سيما سوريا. لا يحق لمن يتدخل في سوريا عسكرياً وسياسياً أن ينتقد موقفنا السلمي بشأن الحراك في البحرين».
وقال نصرالله «لقد سبق أن حذرنا من خطر التيار التكفيري على الجميع، بل على الإسلام كدين ورسالة، وقد أقرّ العالم اليوم بذلك»، مضيفاً أنّ العدو الإسرائيلي «هو الوحيد الذي لا يعتبر داعش والنصرة خطراً وتهديداً»، وأنّ «كل ما فعله داعش حتى اليوم يخدم مصلحة إسرائيل مئة في المئة»؟
كذلك، قال نصرالله إنّ «الجرائم التي يرتكبها داعش أمر مخزٍ ومرعب، وهدف التنظيم ليس فلسطين بل مكة والمدينة»، مضيفاً: «فتشوا عن الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأميركية والبريطانية في أهداف داعش».
وتوجه نصرالله إلى فريق الـ14 من آذار في لبنان بالقول: «إيطاليا أعلنت أن الإرهاب بات على بعد 350 كيلومتراً من حدودها، فيما الإرهاب في جرودنا».
ودعا «شعوب المنطقة وحكوماتها إلى العمل معاً من أجل مواجهة الإرهاب التكفيري» وإلى «اعتبار المواجهة الفكرية والسياسية والميدانية ضد الإرهاب دفاعاً عن الإسلام»، مشدداً على أنّ «أي سلوك يتناقض مع النظرة الإنسانية لا يمكن أن يكون من الإسلام».
وأضاف نصرالله: «نحن نعتبر أنفسنا مدافعين عن الإسلام ككل في وجه التيار التكفيري، ولا فرق بين تنظيمي داعش وجبهة النصرة، فهما تيار واحد وخلافهما هو فقط على الزعامة».