إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 23 فبراير 2015

الناصرية ــ الماركسية... الوهّابية في اليمن أيضاً



حيّا «الحزب الاشتراكي اليمني» هروب الرئيس السابق لليمن، عبدربه منصور هادي، من «الإقامة الجبرية»، واعتبر عودته إلى المشهد السياسي فرصة لنجاة البلد من الانهيار! ويؤيد الحزب استمرار الحوار الوطني «خارج صنعاء». أه، طبعاً؛ فالعاصمة التي حررها الحوثيون من النفوذ الأميركي ــــ السعودي، لم تعد آمنة بالنسبة لـ «الاشتراكيين» اليمنيين المنغمسين في التهليل للمظاهرات الاخوانية «المطالبة بعودة الشرعية!».
شرعيّة من؟ شرعية السعودية التي طالما استبدّت بالسياسة اليمنية، وحوّلت البلد إلى ميدان للفوضى والتخلف والجمود والوهابية والاخوان والقاعدة في ظل الهيمنة الأميركية. وبالمناسبة، الحزب الاشتراكي اليمني ــــ الحزب «الماركسي»، الحليف التاريخي للاتحاد السوفياتي، وجوهرة الحركة الشيوعية واليسارية العربية في السبعينيات والثمانينيات ــــ لا يستحي من «دعوة المجتمع الدولي» للتدخل في اليمن!
لدينا، بالطبع، تحفظات عديدة، من موقع تقدمي، على أنصار الله. لكن، ما جوهري هو أن قوة الحوثيين، المتماسكة المقاومة الصاعدة، تنطوي على ثلاثة أبعاد تصبّ كلها في مصلحة حركة التحرر العربي. البعد الأول، يرتبط باستعادة استقلال اليمن والهوية الوطنية اليمنية وتحجيم الاخوان واستئصال الوهابية وتطهير البلاد من الإرهابيين. هذا الاتجاه من شأنه تحويل البلد إلى قوة إقليمية، والشروع في خطط تنموية تمنح هذا البلد المعذّب، فرصة للاستقرار والازدهار. والبعد الثاني يتعلّق بالصراع الإقليمي. فالاستقلال اليمني من شأنه أن يحدّ من النفوذ السعودي الرجعي في المنطقة كلها، وخصوصاً حين تغدو اليمن قادرة على استرداد المحافظات اليمنية المحتلّة (جيزان ونجران وعسير)، العام 1934، من قبل النسخة الأولى من «داعش» ــــ آل سعود. سيؤدي ذلك إلى لجم السعودية، وربما يحرّك ديناميات تفكيكها. وسيكون كل ذلك أهم ما يمكن أن يقدمه الحوثيون لحركة التحرر العربي، وخصوصاً للهلال الخصيب الذي طالما تلظّى، ولا يزال، بنار الحقد السعودي، من فلسطين إلى لبنان إلى العراق إلى سوريا. إن أي خطوة في اتجاه كبح الرجعية السعودية، هي خطوة في اتجاه نهوض الحركة التقدمية العربية؛ والبعد الثالث، يقع في صلب الصراع الدولي المحتدم من أجل الانتقال من القطبية الأحادية إلى عالم متعدد الأقطاب. ومن الواضح أن انتصار الحوثيين في اليمن سيمثّل انتصاراً جديداً لروسيا والصين وإيران، في مواجهة الغرب الاستعماري، ويعزّز الصمود السوري. وليس بلا معنى عميق أن تصطفّ روسيا المتحركة في وجه الهيمنة الأميركية ــــ الغربية، مع الحوثيين، وتوفّر لهم الغطاء اللازم في مجلس الأمن الدولي، في خطوة أولى نحو قيام تحالف بين الطرفين.
هذه هي الأبعاد الأساسية الحاكمة للموقف اليساري الصحيح من حركة الحوثيين. وهي لا تلغي، بالطبع، الخلافات الفكرية والاجتماعية ــــ السياسية، بين اليسار والحركة، ولكنها تؤيد الاتجاه نحو التحالف معهم من موقع نقدي، لا محاربتهم بالاستناد إلى الوهابيين والاخوان والسعودية و»المجتمع الدولي»، أي الامبريالية الغربية، وبحجة شعارات ليبرالية، تبطن حساسيات مذهبية وجهوية.
الصراع الرئيسي في اليمن تقوده قوتان، كلاهما لهما طابع ديني وعشائري: الاخوان والسلفيون والتكفيريون، ومن ورائهم السعودية والولايات المتحدة، من جهة، والحوثيون، ومن ورائهم ايران والمقاومة والروس؛ فأين يقف اليساري؟ يمكنه، بالطبع، أن يستنكف عن الخوض في حرب لا يراها حربه، ولكن، إذا كان يريد أن يحارب؛ فهل يقف في الخندق السعودي ــــ الأميركي؟
«
الاشتراكي اليمني»، ويا للأسف، يعيش اللحظة الأخيرة من سقوطه التاريخي؛ إنما هي مأساة لها جذور قديمة. فقد شهدت الفترة بعد هزيمة 1967، تحوّل قوى ناصرية وقومية عربية، إلى «الماركسية»، إنما بعناصر أيديولوجية مختلطة من التروتسكية والغيفارية واليسراوية الأوروبية، خصوصا الإرهابية، والليبرالية والاشتراكية الديموقراطية، ما سمح لتلك القوى باجتذاب الفعاليات الشابة التي تغريها حرية الفوضى الايديولوجية. وبعد انقضاء الفترة «الثورية»، انتهت القومية ــــ الماركسية إلى ليبرالية غربية اصلاحية مطعّمة بنكهة يسارية، ولكنها فكّت ارتباطها، نهائياً، بأولويات التحرر الوطني والتنمية المستقلة والتقدم الاجتماعي، لصالح نظرة حقوقية إنسانوية، تتطابق، سياسياً، مع الأيديولوجية الامبريالية، المدعية الحرص على الحرية وحقوق الانسان كأداة دعائية لتحطيم الدول القومية.
باستثناء نسبي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نلاحظ أن حزبها الأردني، وبقايا منظمة العمل الشيوعي في لبنان، والجبهة الديموقراطية، بفرعيها الفلسطيني والأردني، والقوميين ــــ المتمركسين في سوريا على اختلاف ألوانهم، والحزب الاشتراكي اليمني، أي عناصر الظاهرة الناصرية ــــ «الثورية» لما بعد 1967، بمجملها، تحوّلت، في الواقع، إلى أداة للرجعية العربية أو الوكالات الغربية الراعية للمنظمات غير الحكومية.
هذا المآل يشمل، أيضاً، أقساماً من الشيوعيين انضموا إلى الركب، وكونوا مع رفاقهم الناصريين ــــ المتمركسين، وليبراليين آخرين، تياراً هجيناً من «يسار» عربي بلا يسار ولا قومية؛ يتعاون بعضه مع السعودية، ويرى بعضه في قطر منارة ثقافية، ويعادي سوريا والمقاومة، باسم الحرية!

ناهض حتر
الاخبار اللبنانية

وأصبح لمصر ذارع طويلة.

مقاتلة "رافال" على حاملة طائرات فرنسية في مياه الخليج أول من أمس (أ ف ب)

أثار خبر تعاقد سلاح الجو المصري على طائرة «رافال» المقاتلة ــ الفرنسية الصنع ــ مواقف متناقضة بين مرحّب على اعتبار أنها تمثّل إضافة نوعية، وبين منتقد ومشكّك في فوائد العقد. الانتقادات بطبيعة الحال كانت موجهة بشكل رئيسي من قبل مناصري جماعة الإخوان المسلمين المحظورة. فما هي الحقيقة؟
ماهي الـ«رافال»
«رافال» (Rafale) تعني بالفرنسية الإعصار، وهي طائرة بمحركين من إنتاج شركة «داسو للطيران»، الشركة الفرنسية الشهيرة التي أنتجت طائرات أخرى شهيرة مثل "ميستير" و"ميراج" التي شاركت في المعارك الجوية في الشرق الأوسط والتي أبلت بلاءً ممتازاً، وإن كان هذا الأداء على حساب أسلحة الجو العربية، إذ كانت تشكل عماد سلاح الجو الإسرائيلي.
تصنف "رافال" ضمن فئة الطائرات المتعددة الأدوار، حيث تصنف الطائرات المقاتلة ضمن عدة فئات مختلفة، أهمها:
*الطائرات الاعتراضية interceptor المختصة بتنفيذ مهمات اعتراض الطائرات المهاجمة، ولا سيما الطائرات القاذفة، وتتميز هذه الطائرات بسرعتها العالية وقدرتها على الوصول إلى ارتفاعات عالية بسرعة. ولكنّ الميزتين تأتيان على حساب قدرات المناورة والقتال طائرة لطائرة؛ "الميغ 25" السوفياتية و"التورنادو" البريطانية هما مثالان على الطائرات الاعتراضية.
*طائرات التفوق الجوي air-superiority المختصة باقتحام سماء الخصم والاشتباك مع أنواع الطائرات المعادية المختلفة بقصد تأمين السيطرة الجوية المطلقة، وتتميز هذه الطائرات بالقدرة العالية على الاشتباك طائرة لطائرة؛ "السوخوي 27" الروسية والـ"اف ـ 15" الأميركية، من بين الأمثلة عليها.
*طائرات الدعم الأرضي والتحريم الجوي وهي الطائرات المختصة بتقديم الدعم للقوات البرية أو الهجوم على أهداف أرضية في عمق أراضي العدو، وذلك لحرمان العدو من تجميع القوات في خطوطه الخلفية أو الاستفادة من بعض المواقع الحيوية لتعطيل قدراته القتالية. "الجاغوار" البريطانية و"السوخوي 25" الروسية من بين الأمثلة على هذه الفئة من الطائرات.
*هناك أيضاً ما يعرف بالطائرات المتعددة الأدوار multi-role التي تحاول القيام بالأدوار المذكورة أعلاه وربما بعدد من الأدوار الأخرى، مثل مهمات الاستطلاع. الـ"رافال" والـ"ميراج 2000" الفرنسيتان والـ"اف ـ 16" الأميركية و"السوخوي 30" الروسية، و"جاس غريبن" السويدية، تمثل أمثلة على الطائرات المتعددة الأدوار.
وفي الحقيقة، فإن التوجه لدى كثير من الدول حالياً هو لحيازة طائرات متعددة الأدوار، لأن هذا أقل كلفة من امتلاك طائرات متعددة كل منها متخصص بمهمات محددة. ودمج الأدوار لا يأتي على حساب قدرة الطائرة في كل مجال وحده، وإن كان يؤدي إلى ارتفاع ثمن الطائرة بالنتيجة. فسعر طائرة "رافال"، مثلاً، يصل إلى قرابة مئة مليون دولار.
قدرات الـ«رافال» مقارنة بطائرات أخرى
عادةً ما يتم تقييم الطائرات المقاتلة من خلال دراسة قدراتها في عدد من النقاط مثل: الأدوار التي تستطيع الاضطلاع بها، مدى التحليق، نوع الرادار، عدد ووزن الأسلحة والمعدات التي تستطيع حملها، قدرتها على التخفي عن الرادارات المعادية، وأخيراً، بالطبع، كلفة اقتناء الطائرة. وكما ذُكر، فإن "رافال" هي طائرة متعددة الأدوار، لذلك سنقوم بمقارنتها بالطائرات الأخرى في فئتها، ونضيف إلى المقارنة الـ"ميغ 29" الروسية، باعتبار أن هناك تسريبات إعلامية عن نية مصر التعاقد عليها.

*بالنسبة إلى مدى التحليق يبلغ مدى "رافال" الفرنسية أكثر من 3700 كيلومتر، وذلك باستخدام خزانات الوقود الخارجية. بينما يبلغ مدى الـ"ميغ 29" الروسية نحو 2100 كيلومتر، باستخدام خزانات الوقود الخارجية، ومن دونها نحو 1400 كيلومتر. ويبلغ مدى "سوخوي 30" الروسية نحو 3000 كيلومتر. ويبلغ مدى "جاس غريبن" السويدية نحو 3200 كيلومتر، بينما يبلغ مدى أحدث نماذج الـ"اف ـ 16" الأميركية، وباستخدام الخزانات الخارجية، نحو 3200 كيلومتر، أي إن "رافال" تتفوق على منافساتها الأربع.
*بالنسبة إلى نوع الرادار ومدى عمله، تتفوق "رافال" على الطائرات الثلاث الأخرى من حيث امتلاكها للرادار RBE2-AA الذي يعمل بالتقنية المستقبلية المشهورة باسم AESA، وهي اختصار لـactive electronically scanned array والذي يمكن ترجمته بمجموعة المسح الإلكتروني النشطة.
يتفوق هذا النوع من الرادارات على الأجيال القديمة التي تعتمد على وجود "أنتين" يجب تحريكه وتوجيهه إلى الجهة التي يراد مسحها عن طريق إرسال موجات راديوية ذات تردد واحد، بينما تعتمد رادارات المسح النشط على وجود أجهزة إرسال متعددة ثابتة غير متحركة تقوم بإرسال موجات راديوية ذات ترددات مختلفة، وهذا يزيد دقة الرصد ويمنع اكتشاف الطائرة التي ترسل هذه الموجات لأن الترددات متغيرة، بينما يمكن رصد الطائرات التي تستخدم الرادارات التي تعتمد التقنية القديمة. كذلك فإن رادارات AESA أكثر قدرة على مقاومة التشويش الإلكتروني من الرادارات الأخرى. ولا تزال الـ"ميغ 29" والـ"سوخوي 30" الروسية تعتمد الرادارات القديمة التقليدية، والوضع مشابه تقريباً بالنسبة إلى الـ"اف ـ 16" الأميركية التي تم توفير خيار الرادارات الأحدث من نوع AESA فقط لأحدث أجيالها التي تعرف باسم "F-16 Block 60"، والطائرات التي أخّرت الولايات المتحدة تسليمها لمصر هي من طراز "F-16 Block 50/52"، مزودة برادارات تعتمد على التقنية القديمة. أما مقاتلة "جاس غريبن" السويدية فهي مزودة أيضاً برادار تقليدي، ولكن سيتم استخدام رادار جديد (ES-05) بتقنية AESA في الجيل الجديد من هذه المقاتلة. ولكن التفوق يبقى لمصلحة "رافال"، إذ إن الهدف الذي يكتشفه رادار (ES-05) من مسافة 150 كيلومتراً يستطيع رادار "رافال" كشفه من مسافة تقارب 200 كيلومتر. إذاً، تتفوق "رافال" على منافساتها الأربع في مجال نوع الرادار ومداه.
*بالنسبة إلى الأسلحة والمعدات التي يمكن حملها، نجد أن "ميغ 29" الروسية يمكن تزويدها بما مجموعه 3.5 أطنان من الأسلحة والمعدات موزعة على 9 نقاط تعليق، ثلاث على كل جناح وثلاث تحت هيكل الطائرة. أما "اف ـ 16" فيمكن تزويدها بما مجموعه 7.7 أطنان من الأسلحة والمعدات موزعة على 11 نقطة تعليق، ثلاث تحت كل جناح وواحدة على نهاية كل جناح وثلاث تحت الهيكل. ويمكن تحميل "سوخوي 30" بما مجموعه ثمانية أطنان من الأسلحة والمعدات موزعة على 12 نقطة تعليق، ثلاث تحت كل جناح وواحدة على نهاية كل جناح وأربع تحت الهيكل. أما أحدث نماذج "جاس غريبن"، المستقبلية، فهي قادرة على حمل ما مجموعه ستة أطنان من الأسلحة والمعدات موزعة على ثماني نقاط تعليق. تتفوق "رافال" على هذه الطائرات الثلاث بقدرتها على التسلح بما مجموعه 9.5 أطنان من الأسلحة موزعة على 14 نقطة تعليق، أي إنها تحمل "عدداً" أكبر من الأسلحة وبوزن إجمالي أكبر. وهي تتفوق بذلك حتى على "سوخوي 30" التي تفوقها بالحجم بكثير.
*تلعب قدرة الطائرة المقاتلة على التخفي وتجنّب كشفها من قبل الرادارات المعادية ــ الأرضية منها والجوية ــ دوراً مهماً في المعركة. وبالرغم من أن الخفاء التام، أو ما يعرف باسم «الشبحية»، لا يزال مقتصراً على بعض الطائرات الأميركية الحديثة مثل "اف 22"، إلا أن الشركات المصنعة تعمل على تحقيق درجة من الخفاء أو "الشبحية" الجزئية، وذلك عبر استخدام تقنيات مختلفة، مثل الدهان الممتص للأشعة الرادارية أو تخفيض البصمة الحرارية للمحركات. ولكن يبقى هناك عوامل تمنع "الشبحية" الكاملة وتسمح للرادار باكتشاف الطائرة. ولقياس ومقارنة "شبحية" الطائرة يتم استخدام مقياس يسمى المقطع الراداري العرضي للطائرة. وهذا المقطع يؤخذ كمؤشر على سهولة أو صعوبة كشف الطائرة؛ وكلما صغر المقطع العرضي أصبح كشف الطائرة أصعب. فعلى سبيل المثال، تملك "سوخوي 30" مقطعاً عرضياً مقداره حوالى أربعة أمتار مربعة، بينما يتراوح المقطع العرضي لـ"اف ــ 16" (بحسب الجيل) بين 1.5 إلى خمسة أمتار مربعة، بينما لا يزيد المقطع العرضي لـ"رافال" عن متر مربع واحد، علماً بأن المقطع العرضي لصاروخ "توماهوك" يبلغ نصف متر مربع. ولهذا، كثيراً ما يشار إلى مقاتلة "رافال" على أنها تمتلك ميزات "شبحية".
*أخيراً، مسألة كلفة اقتناء المقاتلة. في الحقيقة تعدّ هذه الناحية واحدة من أكثر المسائل تعقيداً، إذ إنها ترتبط بشروط العقد الذي يتم الاتفاق عليه بين الطرفين والمواصفات التفصيلية للطائرة، وأي جيل من أجيال الطائرة، وفترة السداد، وغير ذلك. ولتسهيل المقارنة، وجعلها أكثر موضوعية، تم استخدام أسعار الطائرات عندما دخلت الخدمة لدى الدول المصنعة لها. وهكذا يبلغ ثمن "ميغ 29" ما بين 35 إلى 50 مليون دولار و"سوخوي 30" ما بين 55 إلى 60 مليون دولار، فيما سعر أحدث نماذج "اف ــ 16" يصل إلى ما يزيد على مئة مليون دولار، و"جاس غريبن" حوالى 70 مليون دولار، و"رافال" حوالى مئة مليون دولار.
بمقارنة هذه النقاط المختلفة، نجد أن مقاتلة "رافال" تتفوق عموماً على منافساتها الأربع. أما قرار التعاقد على هذه الطائرة دون غيرها فيعود إلى الظروف الموضوعية لكل سلاح جو.

سلاح الجو المصري: الظروف الموضوعية والاحتياجات المستقبلية
منذ منتصف السبعينيات، ابتعد سلاح الجو المصري عن الاتحاد السوفياتي، والسلاح الشرقي عموماً، وتوجه إلى الغرب، واقتنى نماذج مختلفة من الطائرات الأميركية والفرنسية.
واليوم تشكل طائرات "إف ــ 16" الأميركية العمود الفقري لسلاح الجو المصري بعدد إجمالي يقارب 200 منها، معظمها من الجيل المسمّى "F-16 Block 40"، وتليها طائرات "ميراج" الفرنسية، بنماذجها المختلفة، بعدد إجمالي يصل إلى مئة طائرة، وأخيراً تأتي "ميغ 21" الروسية التي بقي منها في الخدمة أقل من 60 طائرة، وعلى الأغلب سيتم إخراجها من الخدمة قريباً.
إن الاهتمام المصري بالطائرات الفرنسية الصنع يعود إلى نهاية الستينيات، وتحديداً بُعيد حرب الأيام الستة، عندما أدركت القيادة العسكرية المصرية محدودية قدرات الطائرات السوفياتية، ولا سيما من ناحيتي مدى الطيران والقدرة على حمل الأسلحة والمعدات، وخصوصاً أن سلاح الجو الإسرائيلي كان قد حقق السيطرة الجوية خلال تلك الحرب باستخدام الطائرات الفرنسية "ميستير" و"ميراج".
وهكذا، عندما قررت ليبيا بناء سلاحها الجوي، نصح الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر القيادة الليبية بمحاولة اقتناء "ميراج" الفرنسية كي تكون عوناً للقوات الجوية المصرية في الحرب المقبلة، وذلك بسبب إدراك مصر أن فرنسا قد لا تقوم ببيع هذه الطائرات لمصر مباشرة. وقامت مصر بإرسال طيارين مصريين إلى ليبيا حيث تم تزويدهم بجوازات سفر ليبية وتم إرسالهم إلى فرنسا ليتم تدريبهم على الطائرات الجديدة. وبالفعل، ساهمت "ميراج" مساهمة جيدة في حرب عام 1973.
واليوم أيضاً، تجد القيادة العسكرية المصرية أن اقتناء الطائرات الفرنسية الحديثة هو الخيار الصحيح، وذلك في ضوء النقاط الآتية:
أ- الحاجة إلى بديل للطائرات الفرنسية من طراز "ميراج" الموجودة حالياً في سلاح الجو المصري. وطائرة "رافال" تم تطويرها خصيصاً لكي تحل محل "ميراج"، وبالتالي فإن اقتناءها يمثل خطوة منطقية.
ب- الحاجة إلى طائرات مقاتلة متعددة الأدوار متفوّقة وذات قدرات عالية في ضوء الأوضاع المتغيرة بحدة، وبسرعة، في المنطقة، بما في ذلك احتمالات تدهور الوضع مع إثيوبيا، حيث منابع النيل وحيث يتم بناء سد النهضة الذي يشكل خطراً حقيقياً على مصر. وكان واضحاً أن الطائرات المصرية حالياً لا تمتلك قدرات جوية تسمح لها بالوصول بسهولة إلى إثيوبيا، إضافة إلى بروز خطر تعرض مضيق باب المندب لأعمال القرصنة أو ما شابه.
ج- بعد عرقلة الولايات المتحدة تنفيذ صفقة "اف ــ 16" (F-16 Block 50/52) الحديثة التي يحتاج إليها سلاح الجو المصري، كان لا بد من البحث عن مورّد آخر لا دوافع سياسية لديه تمنعه من إكمال الصفقة في اللحظة الأخيرة. وهنا تأتي فرنسا كخيار منطقي.
د- مواصفات طائرة "رافال" ــ كما ناقشنا مطوّلاً وبشكل مفصّل أعلاه ــ تتفوق على كل الأنواع المنافسة المحتملة.
تبرز أهمية مقاتلات "رافال" في قدرتها على تنفيذ عمليات جوية بعيدة المدى. فلو تمركز سرب من هذه الطائرات في قاعدة أبو سمبل الجوية في جنوبي مصر، لأمكنها تنفيذ عمليات دورية عند باب المندب، على بعد حوالى 1800 كيلومتر عن مطار أبو سمبل، أو تدخل المجال الجوي الإثيوبي وصولاً إلى منطقة مشروع سد النهضة، على بعد حوالى 1600 كيلومتر من مطار أبو سمبل، وفي الحالتين سيتم هذا من دون الحاجة إلى المرور حتى في الأجواء السودانية.
وإن اقتضت الحاجة إلى تنفيذ عمليات فوق الأراضي الليبية، فيمكن لهذه الطائرات إن وضعت في أي قاعدة جوية في غربي مصر أن تغطي كامل الأراضي الليبية وصولاً إلى الحدود الجزائرية. وهذا ما لا تستطيع القوات المصرية تنفيذه الآن بطائراتها من طراز "إف - 16"، القديمة نسبياً.
بأخذ هذه النقاط بعين الاعتبار، نجد أن القرار المصري بالتعاقد على طائرة "رافال" الفرنسية هو قرار سليم تماماً ولا غبار عليه. لماذا إذن انتقد البعض قرار القيادة العسكرية المصرية؟
محمد صالح الفتيح
الاخبار اللبنانية

الاثنين، 16 فبراير 2015

تركيا وقطر دخلتا الحرب ضد مصر بداعش.


بقيت تردّدات إعدام تنظيم «داعش» في ليبيا لواحد وعشرين مواطناً مصرياً، والردّ المصري بقصف مواقع حدودية لـ»داعش» قرب الأراضي المصرية، موضع تقييم واتصالات على المستويين الدولي والإقليمي، حيث أجمعت التقييمات على اعتبار «داعش» مخلب تركيا الدموي لإيصال الرسائل، والتدخل في رسم خرائط الأمن القومي لدول المنطقة، حيث تواصل تركيا على رغم القرارات المتتالية لمجلس الأمن توفير مصادر التمويل والتسليح والإمداد، لإمارة «داعش»، وتأمين الممرّ للسلاح والملاذ للمقاتلين، وبات واضحاً أنّ أمن المنطقة يتوقف على حسم موقع تركيا، من اللعب المكشوف بورقة «داعش»، وصارت كلّ من الحدود السورية والعراقية مع تركيا بمثابة حدود للأردن ومصر والسعودية لمنع تمدّد «داعش».

ارتضت مصر قواعد اللعبة التركية، وذهبت لخوض القتال في ليبيا حيث التمويل القطري والإمداد التركي يجريان علناً لحساب جماعات «القاعدة»، بدلاً من قيام مصر بفتح الحساب مع الدول الراعية، وتحميلها بأمنها، واقتصادها وعلاقاتها الخارجية مسؤولية العبث الإجرامي، وتدفيعها ثمن التهاون في أمن دول كانت مهابتها تكفي لردع من يمكن أن يفكر في سرّه باللعب معها.

ليبيا تبدو ساحة حرب قادمة، ومصر تبدو ذاهبة إلى حرب استنزاف، ليست بعيدة عن التوظيف للتطويع، في ظلّ حسابات أميركية تسعى إلى ضمّ مصر بشروطها عضواً في التحالف الدولي للحرب على «داعش»، وتريد تلزيمها الحرب في ليبيا، وإبعادها عن تعميق التفاهمات مع روسيا..

ليبيا والمجاهدون فيها من الاحتلال إلى «داعش»!



اختلف الزمان وانقلبت المفاهيم والمعايير وتمّ تشويه معنى «الجهاد» حتى صُيِّر في خدمة الهيمنة الأجنبية والاحتلال الإسرائيلي، أقله كما تدل تصرفات من نصب نفسه «خليفة» على المسلمين، المدعو «أبو بكر البغدادي»... وآخر «إنجازات» جيشه من «الدواعش» الشريط الذي يُظهر فيه بطولات «مجاهديه» عبر إعدام واحد وعشرين من العمال المصريين الفقراء، الذين قصدوا ليبيا لكي يكسبوا، بعرق الجبين والزنود، قوت عائلاتهم التي افترضت أنهم سيكونون آمنين بين أهلهم، ولن يسألهم أحد عن دينهم وشعائرهم، بل سيحاسبون على جهدهم كعمال، وعلى ما ينجزون مما يكلفون به من أعمال في ورش ترميم ما خربته «حرب الإخوة».
لكن «الخليفة» الذي تقصّد الإساءة إلى أول خلفاء المسلمين بعد رحيل الرسول العربي محمد بن عبد الله، أبو بكر الصديق، فاختلس كنيته، لم يجاهد ضد قوات الاحتلال الأجنبي للأرض العربية، سواء أكان أميركياً أم إسرائيلياً (على وجه الخصوص)، بل اندفع يقتل أهل الإيمان من أبناء هذا الوطن الكبير، بدءاً من سوريا امتداداً إلى العراق قافزاً إلى ليبيا التي تركها القذافي نهباً لفوضى المسلحين، «إسلاميين» أساساً، و «وطنيين» يناضلون من أجل استنقاذ وحدة بلادهم المهددة بالاندثار، وثرواتها الهائلة المعرّضة للنهب الداخلي في ظل تواطؤ الخارج..
وهكذا شهد العالم بأسره على جريمة وحشية نفذها «الداعشيون» في مكان ما من الساحل الليبي الذي نزلت فيه قوات الاحتلال الإيطالي في العام 1911، حيث لقيت مقاومة باسلة امتدت لأكثر من ربع قرن، وسقط فيها آلاف الشهداء، بعضهم في مواجهات شرسة مع المحتل، وبعضهم عبر عمليات الإعدام التي توالت «وجباتها» على مر السنين وذهب ضحيتها ألوف المجاهدين من شباب ليبيا، كما من المتطوعين الذين لبّوا نداءها فذهبوا إلى الجهاد فيها ضد المستعمر الوافد من الغرب والذي كانت لديه خطته لطرد أهلها من السواحل ومن الأرض الصالحة للزراعة لكي يقطعها لمستوطنين سيأتي بهم لاحقاً من إيطاليا.. وقد فعل!
ومع أن سجل الفظائع التي ارتكبها الاستعمار الاستيطاني الطلياني في ليبيا حافل وثقيل، إلا أن «الداعشيين» قد تجاوزوها قسوة ووحشية، كما يدل شريط الترهيب الذي بُثّ عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خلال الأيام القليلة الماضية، وعمّمته وسائط الإعلام على العالم.. وبالألوان، حيث أُلبس «الرهائن» الذين سيُقتلون ملابس إعدام تشابه تلك التي أُلبست لمن أدينوا بالإرهاب فسُجنوا في غوانتانامو.
فلقد اختارت العصابات «الداعشية» المسلحة أن توقع في أسرها مجموعة من العمال المصريين الذين جاءوا يبيعون عرق الجباه من أجل حياة كريمة لعائلاتهم.. وتقصّدت هذه العصابات أن يكون ضحاياها من «الأقباط» حصراً، أي من بناة مصر بحضارتها الباهرة التي سبقت بها العالم جميعاً، ممهدة بذلك لإذكاء نار الفتنة داخل مصر، التي حاول إيقاظها «حكم الإخوان» فانتصرت عليه بوحدتها الوطنية الصلبة والتي صمدت في وجه كل المحاولات لضرب صلابتها الجامعة للمصريين كلهم.
الطريف أن «الداعشيين» وبعدما فرغوا من ارتكاب جريمتهم الشنيعة، تقدموا نحو البحر ليطلقوا، عبره، تهديدهم أوروبا بأنهم قادمون إليها ليكملوا فتوحاتهم ونشر الدين الحنيف فيها!
والحمد لله أن بطل المقاومة ضد الاحتلال الإيطالي الشيخ الجليل عمر المختار قد استُشهد شنقاً، فلم يشهد مثل هذه الإساءة الفظيعة للدين الحنيف وللجهاد في سبيل الله وللنضال من أجل حرية الأرض والإنسان، والحمد لله أن المجاهدين الذين لبّوا النداء فذهبوا أساساً من مصر بمدنها وصعيدها، ومن بلاد الشام ليقاتلوا نصرة لإخوانهم الليبيين، وبينهم كوكبة من أهل طرابلس الشام، قد استشهدوا هناك، وقليل منهم من عاد ببعض الجراح ووجع العجز عن الانتصار على القوة الاستعمارية التي سبقت إلى استخدام الطيران الحربي في قصف المجاهدين، كما سبقت إلى «نفيهم» إلى معتقلات شديدة الحراسة في قلب الصحراء بحيث لا يملك من يحاول الهرب فرصة للنجاة.. تماماً كما في السجون الأميركية في غوانتانامو.
إن هذه العصابات «الداعشية» قد أضاعت الطريق إلى الله كما أضاعت الطريق إلى العدو، فارتدّت تقاتل أهلها، ولا سيما الفقراء منهم، كما حدث مع أبناء الأقليات في العراق، من قبل، وكما حدث بالأمس مع الأقباط المصريين الذين ذهبوا يبيعون عرق الجباه ليوفروا لأهلهم وأبنائهم الحد الأدنى من العيش الكريم..
على أن هؤلاء وأولئك، كما الشهداء المسلمين في أي أرض اجتاحتها عصابات «داعش» هم «مجاهدون» أصلاء، وهم بين أشرف الناس الذين حاولوا تأمين حياة كريمة لأبنائهم بعرق الجباه وليس بنهب خيرات البلاد والعباد وبيعها إلى أعدائها في الدنيا والآخرة.
إن «الداعشيين» هم أعداء الأمة، أعداء الوطن، أعداء المؤمنين... وأبسط الواجب أن يواجههم أهل الإيمان فيهزموهم، لأنهم بلا قضية، ومحركهم الشبق إلى السلطة.. وقد شهدنا من ممارساتهم وهم في الطريق إليها ما يكفي لكي نجتمع في مواجهتهم إنقاذاً لأوطاننا ولأدياننا ولأجيالنا الآتية والذين عملنا ونعمل من أجل أن يكون لها الغد الأفضل.
وليس أسوأ منهم إلا من نصبهم النفوذ الأجنبي «مسؤولين» في الفوضى التي تعصف بليبيا وتستنبت فيها «الدواعش»... والذين تصدّوا لمن حاول إنقاذ الليبيين منهم!
السفير


نصرالله :العدو الإسرائيلي هو الوحيد الذي لا يعتبر داعش والنصرة خطراً وتهديداً.



قدّم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في بداية كلمته خلال الذكرى السنوية للقادة الشهداء التي أقيمت، مساء اليوم، في الضاحية الجنوبية لبيروت، بالتعازي من مصر شعباً وحكومة ومن الكنيسة القبطية، إثر الجريمة التي ارتكبها تنظيم « داعش»، أول من أمس، بحق العمال المصريين في ليبيا.
وقال نصرالله إنّ المقاومة تحيي ذكرى قادتها الشهداء «ليبقى الماضي القريب في وعينا وليسكن في وعي الأجيال المقبلة»، وإنّ «قادة المقاومة الشهداء يمثلون مدرسة جهادية كاملة يجب التعلّم منها».
وتحدث نصرالله عن العدوان الأخير الذي شنّه العدو الإسرائيلي على كوادر المقاومة في الجولان السوري المحتل، قائلاً إنّ «دماء شهداء القنيطرة أحيت ذكرى شهداء قادة المقاومة»، مضيفاً أنّ «دماء الشهيد عماد مغنية ستبقى تطارد العدو».
كذلك، تقدّم نصرالله بالتعازي من عائلة رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، قائلاً إنّ «تداعيات حادثة اغتيال الحريري ما زالت مستمرة حتى الآن».
وشكر نصرالله «كلّ الذين التزموا بدعوة عدم إطلاق النار»، مجدداً تأييده للخطة الأمنية التي تنفذها الأجهزة الأمنية في البقاع، وداعياً إلى تفعيلها ومواصلتها. وأضاف نصرالله أن «علينا جميعنا أن ندعم الجيش والقوى الأمنية والحكومة لضبط الوضع الأمني»، معتبراً أنّ «الخطة الأمنية في البقاع والشمال يجب أن تواكبها خطة إنمائية».
كذلك، قال نصرالله إنّ تنظيم «داعش الممتد من ليبيا إلى منطقتنا موجود في جرود عرسال، وهذا استحقاق يجب على الدولة أن تحزم أمرها بشأنه». وفي هذا السياق، أضاف نصرالله أنّ «أهمية التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر تتكشف تباعاً»، ودعا إلى تعميق العلاقة بين الطرفين وإلى عقد تفاهمات مشابهة على المستوى الوطني.
ودعا نصرالله إلى معاودة الجهد الداخلي الوطني لحل مسألة الرئاسة، مناشداً اللبنانيين عدم انتظار المتغيرات في المنطقة.
وعلى الصعيد الداخلي أيضاً، جدد نصرالله دعمه للحكومة، قائلاً: «لا خيار غير ذلك سوى الفراغ. سنواصل الحوار مع تيار المستقبل، وقد أدى الحوار إلى نتائج إيجابية ضمن التوقعات».
وشجّع نصرالله الحوار بين أي من المكونات السياسية اللبنانية «لأنّ ذلك أفضل السبل المتاحة أمامنا»، مضيفاً أنّ «الكلام عن النأي بالنفس حيال ما يجري حولنا غير منطقي وغير واقعي».
وعلى الصعيد الإقليمي، قال نصرالله إنّ «مصير منطقتنا ومصير العالم كله يصنع اليوم في المنطقة وليس في بلد دون سواه»، مضيفاً أنّ «من يريد أن يقرر مصير لبنان يجب أن يكون حاضراً في صنع مصير المنطقة».
وأضاف نصرالله أنّ «من ينتقد موقفنا من البحرين عليه عدم التدخل في سياسة بلد آخر، ولا سيما سوريا. لا يحق لمن يتدخل في سوريا عسكرياً وسياسياً أن ينتقد موقفنا السلمي بشأن الحراك في البحرين».
وقال نصرالله «لقد سبق أن حذرنا من خطر التيار التكفيري على الجميع، بل على الإسلام كدين ورسالة، وقد أقرّ العالم اليوم بذلك»، مضيفاً أنّ العدو الإسرائيلي «هو الوحيد الذي لا يعتبر داعش والنصرة خطراً وتهديداً»، وأنّ «كل ما فعله داعش حتى اليوم يخدم مصلحة إسرائيل مئة في المئة»؟
كذلك، قال نصرالله إنّ «الجرائم التي يرتكبها داعش أمر مخزٍ ومرعب، وهدف التنظيم ليس فلسطين بل مكة والمدينة»، مضيفاً: «فتشوا عن الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأميركية والبريطانية في أهداف داعش».
وتوجه نصرالله إلى فريق الـ14 من آذار في لبنان بالقول: «إيطاليا أعلنت أن الإرهاب بات على بعد 350 كيلومتراً من حدودها، فيما الإرهاب في جرودنا».
ودعا «شعوب المنطقة وحكوماتها إلى العمل معاً من أجل مواجهة الإرهاب التكفيري» وإلى «اعتبار المواجهة الفكرية والسياسية والميدانية ضد الإرهاب دفاعاً عن الإسلام»، مشدداً على أنّ «أي سلوك يتناقض مع النظرة الإنسانية لا يمكن أن يكون من الإسلام».
وأضاف نصرالله: «نحن نعتبر أنفسنا مدافعين عن الإسلام ككل في وجه التيار التكفيري، ولا فرق بين تنظيمي داعش وجبهة النصرة، فهما تيار واحد وخلافهما هو فقط على الزعامة».

٨ ضربات جوية لأهداف تابعة لداعش في ليبيا ردا على مذبحة المصريين

القيادة العامة للقوات المسلحة لـ العربية  : نفذنا 8 غارات استهدفت مراكز للتدريب ومخازن ذخيرة
بث التليفزيون المصري بيانا للقيادة العامة للقوات المسلحة أعلنت فيه توجيه ضربة جوية ضد أهداف تابعة لتنظيم داعش في  درنة بليبيا. وأكد الجيش المصري أن الضربات استهدفت مراكز للتدريب ومخازن للذخيرة . ونشرت جريدة العربية إن القوات الجوية نفذت 8 غارات
تأتي الضربة ردا على ذبح التنظيم لـ 21 مصريا أمس .
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وجه كلمة للأمة مساء أمس قال فيها  إن مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد وبالأسلوب وبالتوقيت المناسب، للقصاص من هؤلاء القتلة للمجرمين المتجردين من أبسط قيم الإنسانية.
وأضاف الرئيس السيسى "لقد دعوت مجلس الدفاع الوطنى للانعقاد فورًا وبشكل دائم لمتابعة الموقف والتباحث حول القرارات والإجراءات المقرر اتخاذها، كما وجهت الحكومة إلى جانب أسر شهداء الإرهاب واتخاذ كل الإجراءات اللازمة للتخفيف من مصابهم، وبالاستمرار للتنفيذ الصارم فى قرار منع المصريين من السفر إلى ليبيا فى ظل هذه الأوضاع المتردية حفاظا على أرواحهم".

الأحد، 15 فبراير 2015

محور المقاومة في جنوب سوريا  "تثبيت خط دفاعي عن دمشق وتمهيد لتحرير بقية ريف العاصمة"



في الخطوة الأولى لمعركة تحرير جنوب سوريا من المسلحين العملاء لإسرائيل وللنظام الأردني، تقدمت قوة مدرعة للجيش السوري تواكبها قوة مشاة، وإلى جانبها مقاتلون وضباط بارزون من حزب الله والحرس الثوري الإيراني. في الجهة المقابلة، ينتشر مسلحون سوريون وعرب، تديرهم غرفة عمليات مقرها الأردن، بمشاركة أميركية وفرنسية وسعودية، بينما تتولى قوات الاحتلال الإسرائيلي توفير قاعدة البيانات الاستخبارية الضرورية.
منذ وقت غير قصير، تشكلت لوحة المواجهة الشاملة على الأرض السورية. المعركة على الهوية الوطنية هناك، لم تعد تقتصر على وطنية سورية محصورة داخل الحدود، بل هي نفسها معركة الهوية الوطنية لفلسطين، ومعركة الهوية الوطنية للبنان، وهي حتماً معركة الهوية الوطنية في الأردن، حيث الاشتباك العنيف بين تيار انعزالي يتحدث عن قطرية مقيتة، ومتصل بإسرائيل والغرب سياسياً وعسكرياً ومادياً، وبين تيار المقاومة الذي يثبت يوماً بعد يوم أن الاستقلال الحقيقي يتطلب معركة كسر الاحتلال وكسر راعيه من الغرب وتحطيم عملائه من العرب والمحليين.
لكن معركة الجنوب السوري من شأنها توضيح الصورة لمن لا يريد أن يفهم بعد. وربما تتيح هذه المعركة توضيح ما هو أهم، لناحية الترابط العضوي بين أطراف محور المقاومة، في مواجهة الاندماج الكلي بين عناصر وأطراف المحور المقابل. وهو ما يجعل السوريين، مواطنين ومسؤولين ودولة، يتصرفون براحة ويتحدثون بشفافية عالية عن انخراط أطراف محور المقاومة جميعاً في المعركة. وحيث لا تبقى الشام بلاد العرب من أي جهة أتوا، بل بلاد المقاومة من أي جهة أتت. في الشام اليوم، وضوح وصراحة وحزم حيال الانتماء الى محور المقاومة، وحيث المعيار لا يتصل بمن يحمل الهوية الخاصة بالبلد، بل بمن يحمل قضية المقاومة في عقله وقلبه.
الخط المانع عن دمشق
في جبهة الجنوب، واضح لمحور المقاومة أن الجهود التي بذلت من الطرف الآخر، خلال عام وبضعة أشهر، كانت تستهدف تحقيق اختراقات نوعية في مناطق درعا والقنيطرة تسمح للمجموعات المسلحة بالتواصل الوثيق مع ريف دمشق الجنوبي، وتتيح تحقيق ضربة نوعية من خلال التقدم صوب دمشق التي لا تبعد سوى عشرات الكيلومترات عن هذه المنطقة.
وقد نجح المسلحون، لأسباب مختلفة، سياسية وأمنية ــ استخبارية وعسكرية، في تحقيق اختراقات كبيرة استمرت حتى نهاية العام الماضي، وجعلت المجموعات المسلحة تقترب من الربط الكامل بين ريفي درعا والقنيطرة من جهة، وبين جنوب العاصمة من جهة أخرى. كما تمكنت من احتلال شريط من التلال المترابطة تشكل خط الهجوم الأبرز ضد دمشق. وهو ما ألزم محور المقاومة بإعداد خطة عمل، خلال أسابيع، تم خلالها توفير العناصر المعلوماتية المناسبة لمعرفة واقع الأرض، وإعداد العدة العسكرية واللوجستية، ثم الانتقال الى وضع خطة حرب، قادها ضباط كبار من الجيش السوري وضباط من أبرز قيادات المقاومة في لبنان وفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني. وتم الاعتماد على عناصر الضغط الناري قبل التقدم سريعاً نحو استعادة السيطرة على النقاط الأساسية التي تقطع ما عمل الطرف الآخر على وصله. وهو ما تحقق في الجولة الأولى من المواجهة التي حصلت الأسبوع الماضي، وبما يسمح لهذا الفريق بالقول الآن، إنه تم توفير الخط المانع عن دمشق، علماً بأن العملية ستستمر خلال الأيام القليلة المقبلة، وستتيح ــ بحسب المعطيات المتوافرة ــ تحقيق المزيد من التقدم بما يسمح بتحصين هذا الخط وتثبيت نقاط التحكم والسيطرة فيه، والتقدم صوب نقاط أكثر استراتيجية، بعضها يسمح بالإطلالة المباشرة على مناطق سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومناطق حركة الاستخبارات الناشطة أردنياً وأميركياً وفرنسياً وبريطانياً وسعودياً.
وبحسب النتائج، فإن الانعكاسات الكبيرة لا تقتصر على مناطق الجنوب فقط، بل على معنويات وقدرات المجموعات المسلحة الموجودة في ريف دمشق الجنوبي، وفي بعض مناطق الغوطة، وهي المناطق التي تشهد منذ فترة طويلة مواجهات قاسية بين الجيش والمسلحين، وحيث تبرز معطيات من شأنها زيادة نسبة النجاح في تحرير هذه المناطق من المسلحين، علماً بأن كل المجموعات تعمل الآن على إعادة تنظيم نفسها، استعداداً لمواجهة موجة العمليات الجديدة من قبل الجيش وحلفائه، ولمحاولة القيام بعمل من شأنه «رد الاعتبار»، وهو الأمر الموضوع تحت رقابة الجهات المعنية.
ارتباك «ملك داعش»
في المقابل، تسود حال استنفار غير عادي غرفة العمليات الموجودة في الأردن، وصفوف العدو في منطقة الجولان. في عمان، يحاول النظام تكرار معزوفة أنه ليس متورطاً بما يحصل. ويبعث بالمزيد من الرسائل التي يحاول فيها رفع المسؤولية عنه إزاء ما يحصل في جنوب سوريا. وبحسب مسؤولين بارزين في دمشق، فإن القيادة السورية التي تتصرف بحكمة، وأخذت في الاعتبار أن حكومة الأردن عرضة لضغوط كبيرة من الغرب وبعض العرب، لم تعد قادرة على الصمت، وهي لا تقبل بالردود الساذجة من جانب حكومة الملك، وخصوصاً تلك المتعلقة بما يجري على الأرض. وتبين أن دمشق أرسلت أكثر من مرة الى الطرف الأردني معلومات مفصلة وموثقة حول ما يجري على الأراضي الأردنية من عمليات تدريب وتجهيز ونقل للمسلحين والعتاد لهم، وكان الرد الأردني بالنفي، وحتى عندما يصار الى تسمية معسكرات للتدريب، يجيب ديوان الملك بأنها معسكرات يتدرب فيها الجيش الأردني!
بالطبع، لم يعد ممكناً لسوريا ولا لأطراف محور المقاومة الصمت على سلوك حكومة الملك، وخصوصاً أن ما جرى خلال الأسابيع الماضية، وما ترافق مع العملية العسكرية، دل على تورط يتجاوز دور «الممر» الى دور الشريك الكامل في العدوان على سوريا. وحيث برزت «طموحات غبية» لدى الملك وأنصاره في المؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية، تتمثل في «حلم السيطرة على حوران» من خلال دور الوصاية الكامل على المجموعات المسلحة هناك، مع ما يتطلب ذلك من دخول مباشر الى تلك المنطقة.
ومع أن الأصوات المعارضة لسياسة الملك لا تلامس حد المواجهة الداخلية في الأردن، إلا أن مجريات الأحداث ستتحول مع الوقت الى عناصر ضغط مباشرة على الحكومة وعلى الناس أيضاً لأن قرار محور المقاومة ليس تكتيكياً، ولا يقوم على فرضية حياد الآخرين. بل على العكس، فإن محور المقاومة الذي لا يسعى الآن، الى مواجهة مع طرف خارج مناطق المواجهات، يتصرف على أساس أن المجموعات المسلحة ستكون محل رعاية إضافية في هذه المرحلة وفي المرحلة المقبلة. وهي رعاية مشتركة من جانب غرفة العمليات الموجودة في الأردن وبدعم من نظام الملك، ومن جانب العدو الإسرائيلي، وبالتالي فإن محور المقاومة لن يتراجع عن خططه في تلك المنطقة، وسيأخذ في الاعتبار كيفية التعامل مع الأطراف التي تحاول الضغط على دمشق من خلال هذه المجموعات.
قلق العدو: كيف نتصرف؟
من جانب العدو، ثمة مستوى إضافي من القلق، وهو أمر يخص الأمن الاستراتيجي لكيانه، ولا سيما أن قوات الاحتلال تلمس تبلور سياق استراتيجي مقابل على بعد عدة كيلومترات من مناطق انتشارها، وهو سياق لم يبدأ مع هذه العملية العسكرية، بل بدأ قبل مدة، وجاءت جريمة العدو في القنيطرة ضد مجموعة من مقاومي حزب الله وضابط إيراني لتضعها محل اختبار جدي. وجاءت عملية المقاومة في مزارع شبعا، ثم إعلان المقاومة بلسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله نسف أي قواعد قائمة للاشتباك، ثم العملية العسكرية القائمة في الجنوب الآن. جاء كل ذلك ليقول للعدو إن محور المقاومة لم يقف مكتوف الأيدي أمام محاولة خلق وقائع ميدانية وسياسية وأهلية جديدة في تلك المنطقة، وإن المقاومة لن تقبل بأي أمر واقع ولو من خلال المجموعات المسلحة، وإن هذا المحور الذي نقل قواته الى تلك المنطقة يتصرف على أساس أن هناك احتمالاً قوياً لتورط العدو في حماقة إضافية، ما سيفرض على الجميع تحديات خاصة. وهي تحديات من شأنها فتح الجبهة من جديد بين إسرائيل ومن يقابلها في الشمال. لكن الجديد الذي باتت إسرائيل تعرفه وتخشاه، أن الشمال لم يعد كتلاً جغرافية وعسكرية وأمنية منفصلة بعضها عن بعض، بل عبارة عن جبهة واحدة متكاملة التنسيق العسكري والسياسي والأمني.
وفي هذا السياق، يمكن فهم ما قامت به قوات محور المقاومة في تلك المنطقة، بأنه إشارة عملانية الى فهم المقاومة لإطار المعركة القائمة والمتوقع احتدامها مع العدو هناك. وهو إطار لا يشبه البتة الإطار الذي قام على الحدود مع لبنان بين عامي 2000 و2006، ولا الإطار الذي قام منذ عام 2006 حتى 28 كانون الثاني الماضي. بل هو إطار فيه استعداد عملاني لمواجهة أي حركة إسرائيلية، مباشرة أو من خلال عملائها في المجموعات المسلحة. وهي مواجهة لن تكبلها القيود التقليدية التي عرفتها إسرائيل على طول حدودها الشمالية خلال العقود الأربعة الماضية.
والتحدي الجديد والأبرز أمام قوات الاحتلال، يتمثل في كيفية التصرف مع التطورات الميدانية في تلك المنطقة، وعلاقة ذلك بقواعد الاشتباك التي قامت بعد حرب 1973.
سابقاً، وخلال العامين الماضيين، كانت إسرائيل تدافع بقوة عن منطقة العزل، ومع خروج قوات حفظ السلام (الأندوف) بادر العدو الى تطبيق قواعده الردعية تجاه حركة الجيش السوري. وفي كل مرة، كانت طائرات الجيش السوري تلامس منطقة ذات مدى الـ 4 كلم، أو يجري نقل قطعة مدفعية من خارج اللائحة المسموح بها وفق قواعد الهدنة، كان العدو يبادر الى عمل عسكري مباشر، وقد أسقط طائرة حربية للجيش السوري، كما أسقط طائرتي استطلاع للجيش السوري وللمقاومة فوق تلك المنطقة، وقامت قواته بقصف مرابض مدفعية في تلك المنطقة.
السؤال الآن: كيف ستتصرف إسرائيل في حال تطلبت المواجهة الميدانية من الجيش السوري وحلفائه التقدم عسكرياً، من خلال قوة مشاة مدعمة بعتاد ثقيل الى المنطقة القريبة من حدود الجولان المحتل، حيث ينتشر المسلحون؟ هل يبادر العدو الى التعرض لهذه القوات بالقصف أو غارات الطيران؟ هل يفكر في احتمال حصول رد فوري عليه من جانب قوى محور المقاومة، وهل هو مستعد لاحتمال اندلاع مواجهة قد تبدو محصورة، لكن لا أحد لا يعرف الى أين تتجه بالوضع هناك؟
إبراهيم الأمين
الاخبار اللبنانية