نقلت
القناة العاشرة الاسرائيلية، للمرة الأولى، تبني مصدر اسرائيلي
لاعتداء
القنيطرة الأحد الماضي. وقال رئيس «المعسكر الصهيوني» (حزب العمل) اسحق
هيرتزوغ للقناة: «لم أكن في الغرفة التي اتخذ فيها القرار ولم أطّلع
مسبقاً
عليه، ولكن أبلغت به كريس للمعارضة... وأشدّ على أيدي الجيش الاسرائيلي».
في غضون ذلك، بقي المشهد الإسرائيلي على حاله من الاستنفار والتأهب، وكذلك القلق في صفوف الجيش الإسرائيلي والمستوطنين. أما رسائل التهدئة التي أرسلتها تل أبيب عبر وسطاء، وعلى رأسهم الوسيط الروسي، فلا تغير من واقع أن إسرائيل، لو كانت تريد التهدئة، لما أقدمت على اعتداء غير مبرر، يفوق قدرة الأطراف الأخرى على تحمله.
في غضون ذلك، بقي المشهد الإسرائيلي على حاله من الاستنفار والتأهب، وكذلك القلق في صفوف الجيش الإسرائيلي والمستوطنين. أما رسائل التهدئة التي أرسلتها تل أبيب عبر وسطاء، وعلى رأسهم الوسيط الروسي، فلا تغير من واقع أن إسرائيل، لو كانت تريد التهدئة، لما أقدمت على اعتداء غير مبرر، يفوق قدرة الأطراف الأخرى على تحمله.
وفيما تبدو
تل أبيب كأنها تلهث وراء الهدوء، إلا أنها تزامن ذلك مع عرض عضلات،
كتهديد وزير الأمن موشيه يعلون الحكومتين اللبنانية والسورية. وبرز،
في
اليومين الماضيين، اهتمام إسرائيلي بالغ بالانتقادات التي يسوقها خصوم
حزب
الله في لبنان ضد المقاومة، ومنهم مسؤولون رسميون، إضافة الى ما يكتب
في
الإعلام العربي. وإذا كان عدد من المحللين الإسرائيليين ردوا هذا
الاهتمام
الى محاولة التخفيف من منسوب القلق لدى المستوطنين، إلا أنه، في
الوقت
نفسه، محاولة أيضاً لتذخير هذه الانتقادات، علّها تساعد في الحد من «اندفاعة» حزب
الله للرد «الحتمي» على اعتداء القنيطرة.
وفي هذا السياق، أكدت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن حزب الله قوي بما يكفي لتجاهل الأصوات التي تنتقده في لبنان. إلا أن التوتر الداخلي في هذا البلد والانتقادات ضد الحزب من شأنها أن تؤثر في صنع القرار لدى قيادته، التي تحتاج الى هدوء في الساحة الداخلية، كي يواصل حربه ضد المجموعات «الجهادية» في كل من لبنان وسوريا.
وفي هذا السياق، أكدت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن حزب الله قوي بما يكفي لتجاهل الأصوات التي تنتقده في لبنان. إلا أن التوتر الداخلي في هذا البلد والانتقادات ضد الحزب من شأنها أن تؤثر في صنع القرار لدى قيادته، التي تحتاج الى هدوء في الساحة الداخلية، كي يواصل حربه ضد المجموعات «الجهادية» في كل من لبنان وسوريا.
وأمس، برز مسعيان مكرران من قبل تل أبيب. إطلاق تهديدات من جهة، ورسائل تطلب التهدئة من جهة أخرى. فقد أعاد يعلون توجيه تهديداته الى لبنان وسوريا في حال إقدام حزب الله على الرد على اعتداء القنيطرة، مشيراً الى أن من يهاجم إسرائيل سيتلقى رداً موجعاً، «وقد عززنا القوات العسكرية في الشمال كي تكون جاهزة لمواجهة من ينفذ تهديداته، ونشرنا منظومة القبة الحديدية في المنطقة، وبالتالي لا داعي لتغيير روتين الحياة» في الشمال، وأضاف: «توجد أيضاً قوات أخرى، وإذا قرر أحد ما أن ينفذ تهديداته فسيتلقى الثمن، والمسألة ليست محصورة فقط بالتنظيمات، بل أيضاً بالحكومات، أي الأنظمة الى جانب التنظيمات نفسها».
وأكد يعلون أن لا علاقة إطلاقاً لهجوم القنيطرة بالانتخابات الداخلية في إسرائيل، «وأنا قطعاً لا أتخذ قراراً بناءً على اعتبارات السياسية الداخلية، لم يكن ذلك في الماضي وليس في الحاضر، وأيضاً لن يكون كذلك في المستقبل»، لافتاً الى أن «الاعتبارات السياسية لا تنتج ولا تبتكر أهدافاً». وعما نسبته وكالة «رويترز»، الأسبوع الماضي، الى «مصدر أمني رفيع» بأن إسرائيل لم تكن تقصد استهداف الجنرال الإيراني محمد علي الله داد، شدد يعلون على أن «من قام بذلك، قام به من تلقاء نفسه فقط، وقد تم تصحيح هذه الرسالة».
ورفض يعلون أن ينسب الهجوم الى إسرائيل، لكنه أكد أن «المجموعة التي جرى استهدافها، كانت جزءاً من التعاون بين إيران وحزب الله، من أجل تنفيذ عمليات نوعية في مرتفعات الجولان، بما يشمل عمليات تسلل وإطلاق صواريخ وغيرها من الأمور».
وكشفت الإذاعة العبرية، أمس، أن يعلون هاتف نظيره الأميركي تشاك هيغل، وأطلعه على الأوضاع المتوترة في الجولان والجليل. إلا أن تقارير إعلامية أشارت الى أن التهديدات الإيرانية لإسرائيل، والتوتر القائم على الحدود مع حزب الله، كانا في مركز المحادثات التي يجريها مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى منذ أيام مع نظرائهم حول العالم، مشيرة الى أن هذه المحادثات تهدف الى تجنب التصعيد والتدهور الأمني في المنطقة.
وضمن مساعي التهدئة الإسرائيلية، أشارت الإذاعة العبرية الى أن وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، بدأ أمس زيارة رسمية لروسيا والصين تهدف الى نقل رسالة طمأنة غير مباشرة الى سوريا وإيران وحزب الله، ويؤكد فيها عدم رغبة إسرائيل في تصعيد الأوضاع. وأشارت الإذاعة الى أن ليبرمان سينقل رسالة عبر روسيا الى الجهات الثلاث، تهدف الى تخفيف التوتر على الحدود، وتؤكد في الوقت نفسه أن تل أبيب ترفض السماح بإقامة قاعدة لـ»الإرهاب» على حدودها في الجولان.
وكانت حالة الطوارئ ورفع درجة الاستنفار الى حدودها القصوى، قد أعلنت على الحدود مع لبنان والمستوطنات القريبة من الحدود، بعد اشتباه الجيش الإسرائيلي بخلية تابعة لحزب الله اجتازت الشريط الشائك، في حادثة هي الثانية من نوعها خلال أسبوع. وعمدت أمس قوات من الجيش والشرطة الى إغلاق الطرق والمفارق الرئيسية، وطلبت من المستوطنين البقاء في منازلهم، فيما نفذت عمليات تفتيش واسعة في القطاع الأوسط من الحدود، تخللها إطلاق قنابل مضيئة بحثاً عن خلية حزب الله. وبعد إنهاء أعمال التفتيش، رفع الجيش حالة الطوارئ، مع إبقاء إجراءات الحذر واليقظة لدى الوحدات العسكرية المرابطة في مواقع قريبة من الحدود.
حزب الله: إسرائيل
أعجز من أن تضع قواعد جديدة
أكّد حزب
الله أن هجوم القنيطرة «استهدف حزب الله بالتحديد»، في «محاولة
صهيونية
لتكريس معادلة جديدة في إطار الصراع»، مشدداً على أن إسرائيل «ليست في وضع يسمح لها بفرض برنامجها
ومعادلاتها، ولا تستطيع إخضاع المنطقة لحساباتها، وهي أعجز من أن ترسم خطوات
وقواعد جديدة».
وأكد نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، في أسبوع الشهيد جهاد مغنية في الضاحية، «أننا سنكون حيث يجب أن نكون، من دون أن يقف في وجهنا أي عامل من العوامل، لأننا ندرك تماماً ماذا نفعل وندرك من نواجه، أما التضحيات فهي تزيدنا عزيمة وتصميماً وقوة. وبكلمة مختصرة لا يمكن لإسرائيل أن تنجح (...) البوصلة واضحة بالنسبة إلى حزب الله، نحن مشروع مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولن نحيد عن هذا المشروع، وعندما نواجه التكفيريين في سوريا أو في لبنان أو في أي مكان، إنما نواجههم كجزء من مواجهة المشروع الإسرائيلي (...) ولنا الفخر في أننا ساهمنا في إسقاط مشروع الشرق الأوسط الجديد، لأن البوابة السورية كانت تستهدف إعادة تنظيم المنطقة بكاملها على قاعدة خدمة المشروع الإسرائيلي». وقال قاسم إن من النتائج «المهمة» لاعتداء القنيطرة أنه «كشف أن إدارة العدوان على سوريا هي إدارة إسرائيلية، كما كشف مستوى التنسيق الاندماجي بين إسرائيل والتكفيريين، وأننا أمام مشروع واحد هو المشروع الأميركي الإسرائيلي التكفيري». وأكد أن السيد حسن نصر الله سيعلن الموقف الرسمي للحزب «خلال الأيام المقبلة».
وأكد نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، في أسبوع الشهيد جهاد مغنية في الضاحية، «أننا سنكون حيث يجب أن نكون، من دون أن يقف في وجهنا أي عامل من العوامل، لأننا ندرك تماماً ماذا نفعل وندرك من نواجه، أما التضحيات فهي تزيدنا عزيمة وتصميماً وقوة. وبكلمة مختصرة لا يمكن لإسرائيل أن تنجح (...) البوصلة واضحة بالنسبة إلى حزب الله، نحن مشروع مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولن نحيد عن هذا المشروع، وعندما نواجه التكفيريين في سوريا أو في لبنان أو في أي مكان، إنما نواجههم كجزء من مواجهة المشروع الإسرائيلي (...) ولنا الفخر في أننا ساهمنا في إسقاط مشروع الشرق الأوسط الجديد، لأن البوابة السورية كانت تستهدف إعادة تنظيم المنطقة بكاملها على قاعدة خدمة المشروع الإسرائيلي». وقال قاسم إن من النتائج «المهمة» لاعتداء القنيطرة أنه «كشف أن إدارة العدوان على سوريا هي إدارة إسرائيلية، كما كشف مستوى التنسيق الاندماجي بين إسرائيل والتكفيريين، وأننا أمام مشروع واحد هو المشروع الأميركي الإسرائيلي التكفيري». وأكد أن السيد حسن نصر الله سيعلن الموقف الرسمي للحزب «خلال الأيام المقبلة».
يحيى دبوق
الاخبار اللبنانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق