إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 30 يناير 2015

نصرالله يُسقط قواعد الإشتباك ويُطلق معادلات جديدة



شدد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله على أن “من حق المقاومة على أن تردّ على أي عدوان أينما كان وكيف ما كان”، قائلاً: “لا نخشى الحرب ولا نتردّد في المواجهة وسننتصر”، وأشار إلى أن “إسرائيل كانت تتجسّس علينا وكانت في ذروة الإستنفار ورغم ذلك عجزت عن معرفة ما حصل في العملية النوعية”.
في إطلالة هي الأولى بعد اعتداء القنيطرة وعملية شبعا، ومن خلال شاشة عملاقة أطل نصر الله في الإحتفال التكريمي لـ”شهداء المقاومة الابرار في القنيطرة”، مستهلاً كلامه بتعزية عائلات الشهداء، وخص بالشكر “كل من عزانا بالشهداء بأية وسيلة كانت على امتداد العالمين العربي والإسلامي، والمجاهدين الذين كانوا على قدر المسؤولية منذ عملية اغتيال شهداء القنيطرة والذين كانوا مستعدين لكل التضحيات”، شاكراًكل من احتفل بعملية شبعا وكل لبناني أيّد خيارات المقاومة”.
وأشار إلى أنه “كنا نواجه احتمالات كثيرة نهار الأربعاء وبالرغم من ذلك صمد أشرف الناس”، متوجهاً الى شهداء القنيطرة بالقول: “هنيئاً لكم ونأمل أن يمنّ الله علينا بهذا الشرف الذي منّ به عليكم”.
ثم وجه كلمة للجيش اللبناني وقال: “نقف بإجلال وإكبار أمام شهداء الجيش اللبناني البطل الذين استشهدوا في رأس بعلبك وهم يدافعون عن البقاع ولبنان بوجه الجماعات الإرهابية”.
وتابع نصرالله: “سلّة شهداء القنيطرة من خلال امتزاج الدم اللبناني والإيراني على الأرض السورية تعبر عن وحدة المصير وأدخلتنا زمن الإنتصارات، شهداء القنيطرة يعبرون عن أجيال المقاومة”، مضيفاً”: “عائلات بأكملها تنتمي إلى مدرسة المقاومة كالشهيد جهاد ابن الشهيد عماد والشهيد عباس حجازي صهر الشهيد حسن أبو ديب”، مشدداً على أنه “عندما يخرج نتنياهو أو يعالون لتهديد عائلاتنا يخرج الناس ليقولوا إنّ القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة”.
واعتبر نصرالله أن “إسرائيل غدة سرطانية وكيان إرهابي وعنوان للعلو والإستكبار والعنجهية، إسرائيل تغتال من تشاء كما فعلت في جنتا والقنيطرة واغتيال اللقيس، إسرائيل تستبيح الضفة الغربية بحجة التفتيش وتشن حربًا فظيعة على غزة وتنتهك المقدسات وتهدد المسجد الأقصى وتأسر سجناء، إسرائيل لا تزال تحتل الجولان وتساعد الجماعات التكفيرية ضد الجيش السوري”، مشدداً على أن “لبنان في دائرة الخطر الدائم والاسرائيلي يشعر انه قادر على تهديد الجميع والتعدي عليهم من دون رادع”.
وتابع نصرالله أن “هناك عرب ولكن ليس هناك جامعة دول عربية”، مشيراً الى أن “إسرائيل مستفيدة من غياب الدول العربية وخصوصًا ما يسمّى جامعة الدول العربية وانعدام القرار العربي المستقل، فالحرب الأخيرة على غزة شاهدة على غياب المال العربي والقرار العربي”.
وفي موضوع استهداف سيارات شهداء القنيطرة، قال: “يوم الأحد استهدفت مروحيات اسرائيلية سيارتين مدنيتين كانت تقل 7 أشخاص كانوا يقومون بزيارة تفقدية للقنيطرة”، مضيفاً: “الواقع يقول إنّ قرارًا إسرائيليًا اتخذ مسبقًا باستهداف مجموعة القنيطرة، وإن قرار الإستهداف اتخذ مسبقًا في المجلس الأمني المصغّر وعلم به رئيس المعارضة ونفذ عن سابق تصور وتصميم”، معتبراً أن هذه العملية “هي عملية إغتيال واضحة في وضح النهار أشبهها بعملية إغتيال السيد عباس الموسوي وزوجته”.
وأردف نصرالله: “الإسرائيلي لم يتبنّ العملية منذ حصولها ولم يعلن رسميًا مسؤوليته عنها، ربّما ظنت إسرائيل أنّحزب الله” لن يعلن عن إغتيال قادة له حتى لا يُحرج في هذا الوقت”، وأضاف: “نحن نفتخر بهؤلاء الشهداء ونعتبرهم “شهداء طريق القدس” في سوريا”، معتبراً أن “مفاجأة “حزب الله” لإسرائيل كانت إعلانه بعد نصف ساعة عن الغارة، مؤكداً أننا “لم نُخفِ أسماء شهدائنا الذين نعتز بهم وأصبح القاتل مرتبكًا”.
وأضاف: “أطلقت إسرائيل حججًا كثيرة لتبرير عملية الإغتيال منها أنّ الشهداء كانوا يحضرون لعمليات ولوضع منصات صاروخية، والمحللون في إسرائيل قالوا إنها تخوّفت من مقاومة في الجولان فضربتها”، معتبراً أن ” هناك آلاف المقاتلين من “النصرة” في مواقع وتحصينات عسكرية على الشريط الشائك في الجولان، وأن يعالون لا يشعر بخطر وجودالنصرة” بل يقوم برعاية هذا الوجود ويفتح أبواب الحدود لجرحى “النصرةونتنياهو يتفقدهم شخصياً”، متابعاً: “شهداء القنيطرة كانوا على بعد 6 كلم عن الحدود وبينهم وبين إسرائيل مقاتلي “النصرة”.
وصرح نصرالله أن “البعد الإنساني العاطفي موجود بعد سقوط الشهداء ونحن نتألّم وأنا بكيت عند استشهاد ابني”، مضيفاً: “بعيدًا عن الجانب الإنساني كلّ ما حصل في هذه المصيبة لا نرى فيه إلا الخير والإيجابيات لمسيرتنا، نحن في هذه المعركة نقول إنّ بيننا وبين العدو الدنيا والآخرة”.
وتطرق نصرالله الى موقف اسرائيل قائلاً: “من يوم الأحد انهالت الأسئلة إن كنا سنرد حتى يوم الأربعاء، لم تُصدر إسرائيل أي بيان رسمي عن عملية إغتيال الشهداء وكان لافتًا تعاطيهم مع استشهاد القائد دادي وأرسلت تعزيزات إلى الشمال واستنفر جيشها”، مضيفاً: “أوّل إنجاز لدماء الشهداء هو أنّ إسرائيل بقيت “واقفة على إجر ونصف” من الأحد حتى الأربعاء تنتظر ردّ “حزب الله”.
وقال: “عوّلت إسرائيل على أن تطلب منا إيران التهدئة بسبب محادثاتها مع 5+1 لكنّها لا تعلم أنّ لا أحد يرضى لنا المذلّة، فإيران تحترم كرامتنا وقرارنا اللبناني”، مشدداً على أن “العدو يعرف أنّ المقاومة جاهزة ولا علاقة لأي قرار بالملف النووي الإيراني أو الملف الرئاسي اللبناني”.
وندد نصرالله بالعتداءات الاسرائيلية المتكررة لافتاً الى أنه “يجب وضع حدّ للتمادي الصهيوني بالإستعلاء والقتل والأمر كان يستحق التضحية ولو ذهب الأمر إلى النهايات فحددنا طبيعة العملية ودرسناها بتكتم شديد وحضرنا أنفسنا لأسوأ الإحتمالات”، لاقتأً الى أنإسرائيل تتجسّس علينا وكانت في ذروة الإستنفار ورغم ذلك عجزت عن معرفة ما حصل في العملية النوعية”.
وتوجه نصرالله الى الإسرائيليين بالقول: “هذا جيشكم في ذروة استنفاره عجز أمام مقاومتنا”، مضيفاً: “الإسرائيليون جبناء ولا يقاتلون إلا من وراء جدران أو في قرى محصّنة لكن نحن لدينا رجال لا يهابون الموت جاؤوهم من الأمام”، مشدداً على أن “الإسرائيلي لم يجرؤ على تبني عمليته إلا أنّ المقاومة تبنّت ما قامت به بعد تنفيذها العملية مباشرةً”، واصفاً العملية بأن “سيارتين مقابل سيارتين وحبة مسك وقتلى وجرحى مقابل شهداء والعدد سنرى ماذا سنفعل به لاحقًا”.
ولفت نصرالله الى اكتشافات الاسرائيليين، قائلاً: “قيادتهم وضعتهم على حافة المخاطر الإقتصادية والأمنية وأدّى إغتيال شهدائنا إلى نتائج معكوسة وسيؤدّي الى المزيد، والإسرائيليون في زمن الإنتخابات أنّ تقدير قيادتهم السياسية والأمنية كان أحمقًا”.
وعن مقابلته الأخيرة على قناة “المياديننصح نصرالله “الإسرائيلي أن لا يردّ مرة أخرى”، مشدداً على أن “المقاومة في لبنان بكامل عافيتها وحكمتها وحضورها”، مضيفاً: “مقاومتنا حكيمة وشجاعة وقادرة وإذا كان العدو يعتبرها مردوعة وتخشى الحرب أُعلمه أننا لا نخشى الحرب ولا نتردّد في المواجهة وسننتصر”، وأشار الى أن “ما أقوله ليس حربًا نفسية ولا تهويل وعبّرنا عن قدرتنا في الميدان”.
واعتبر نصرالله أننا “نحن لا نريد الحرب لكنّنا لا نخشاها ونتصرّف بمسؤولية”، لافتاً الى أنه “من حق المقاومة أن تردّ أينما كان وكيف ما كان”، قائلاً: “نحن صنّاع النصر ولم نعد نعترف بقواعد إشتباك ولا بتفكيك الساحات ومن حقنا في القانون الدولي مواجهة العدوان”.
ولفت نصرالله الى أن “إغتيال شهداء القنيطرة كان واضحًا أمّا إغتيال اللقيس كان عملاً أمنيًا وإسرائيل تقف وراءه”، متوجهاً في رسالةٍ أخيرة بالقول: “أي كادر أو شاب من “حزب اللهيُقتل سنردّ بالزمان والمكان المناسبين”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق