- أن يسقط للمقاومة شهداء وقادة شهداء في الحرب المفتوحة مع كيان الاحتلال فذلك ما نذروا أنفسهم له منذ حملهم السلاح، وأن يكون بينهم الشهيد جهاد عماد مغنية فلأنه ابن أبيه وقد عاهد وكان عند عهده، على الطريق الذي رسمه قائد المقاومة، والذي جسده قبله دم الشهيد هادي نصرالله وقال فيه وفي الأبناء الشهداء، والد الشهيد هادي السيد حسن نصرالله يومها، نحن لم نخبّئ أولادنا للمستقبل بل هم يرسمون لنا الطريق إلى الشهادة والنصر، وها هو الشهيد جهاد على خطى رسمها والده القائد الشهيد عماد مغنية.
– أن تعلن سورية والمقاومة عن العملية الإسرائيلية التي استهدفت المقاومين قبل أن تسرّب «إسرائيل» تسريباً وليس إعلاناً رسمياً، فذلك إثبات أن لا خجل ولا حرج في الإعلان عن أنّ جبهة الجولان مفتوحة أمام المقاومة كما سبق وقال الرئيس بشار الأسد، وأنّ المقاومة معنية بالمواجهة مع «إسرائيل» من البوابة السورية بمثل ما هي معنية بها من البوابة اللبنانية، كما قال السيد حسن نصرالله.
- العملية «الإسرائيلية» تدلّ على تفادي جيش الاحتلال التصادم مع المقاومة عبر البوابة اللبنانية تهرّباً من استحقاق صار حتمياً في هذه الحالة وهو الذهاب إلى الحرب، والسعي منذ الغارة الأخيرة في الديماس لجعل البوابة السورية خياراً للاشتباك كبديل لا يوصل إلى الحرب التي لا تملك «إسرائيل» قدرة تحمّل تبعاتها وتداعياتها.
- المقاومة ستردّ حكماً وردّها لن يتأخر، وأولى نتائج الثقة «الإسرائيلية» بحتمية الردّ هو سلوكها نحو جبهتها مع لبنان، حيث برزت نتائج المعادلات التي رسمها قائد المقاومة للمواجهة المقبلة، في البرّ والبحر والجوّ، وامتلاكها السلاح الذي تحتاجه في كلّ ميدان وكلّ مجال وكلّ ما يخطر على البال، فللمرة الأولى يخلي سلاح الجو «الإسرائيلي» الأجواء اللبنانية بطيرانه الحربي والاستطلاعي خشية أن تكون بداية الردّ من المقاومة استهداف الطيران «الإسرائيلي» ووقوع كارثة معنوية لا يتحمّلها كيان الاحتلال بحجم سقوط واحدة من طائراته الحربية أو أكثر، وهو الذي يتباهي بكون طيرانه مصدر التفوّق في كلّ الحروب.
- العملية تكشف أنّ المقاومة التي تنتشر وحداتها في الجولان، وتتحمّل مسؤولياتها هناك في وجه العدوان، فجغرافيا العملية ومكان الاستهداف يقولان إنّ التواصل بين الجغرافيتين اللبنانية والسورية للمقاومة قائم نحو البوابة الفلسطينية من هناك إلى الجليل وما بعد الجليل، وهذا التواجد يجعل ميزان الردع متصلاً وخط الإمداد واللوجستية اللازمة في حال الحرب متاحين، هذا من جهة ومن جهة مقابلة، لهذا التواجد بمعناه التفصيلي في جغرافيا المنطقة دلائل ترتبط بإعلان أن المقاومة أنهت إغلاق المسارب الحدودية التي كان يراهن «الإسرائيلي» على تركها بين لبنان وسورية متاحة لتسلل مسلحي «جبهة النصرة» الذين يحتضنهم، كي يمسكوا هم بهذه المسارب وتتصل عبرهم الجغرافيا اللبنانية والسورية، فالعملية تعلن أن المقاومة حسمت حرب الجغرافيا الواصلة بين لبنان وسورية وأنهت فرضية تسلل «النصرة»، لكنه يقول أيضاً إنّ الاهتمام «الإسرائيلي» بحماية مسارب تتيح لـ«النصرة» الوصول عبر الجغرافيا السورية إلى لبنان، ناتج من استيعاب وتسليم «إسرائيليين» بمعنى رسالة المقاومة عبر مزارع شبعا وفيها «إن جلبتم النصرة إلى مزارع شبعا من داخل الأرض المحتلة فأنتم تعلنون حرباً عليكم تحمّل نتائجها»، فـ»إسرائيل» تسلّم اليوم أنّ طريق «النصرة» بمحاذاة فلسطين المحتلة مغلق من سورية إلى لبنان سواء عبر الأرض المحتلة أو عبر الحدود السورية اللبنانية مباشرة، فواحدة تحميها المقاومة بتواجدها الذي استهدف اليوم، وثانية تحميها المقاومة بقدرة الردع عبر التلويح بالحرب.
- العملية محاولة لرسم إطار للاشتباك مع المقاومة خارج معادلات الخيارات الحاسمة، حرب أو تسليم بالعجز وإخلاء الساحة، ومحاولة لبناء خيار بديل على حافة الهاوية يتمثل بالقدرة على دخول حرب استنزاف على الحدود السورية مع الجيش السوري والمقاومة، لا تصل إلى الحرب الشاملة، وتتلاقى مع الحاجة «الإسرائيلية» في الزمان والمكان والسياق، لهذا البديل الثالث مهما كانت مخاطره، فهي مخاطر تحت السيطرة إذا ما ظهرت مؤشرات تحوّلها إلى الحرب الشاملة، الحاجة «الإسرائيلية» نابعة من إدراك أنّ المنطقة تدخل ربع الساعة الأخير في كلّ ميادين الاشتباك، من الملف النووي الإيراني، إلى ملف الحرب في سورية، إلى حرب «داعش» وآفاقها المغلقة، وحيث لا مكان لـ«إسرائيل» في المعادلات الجديدة ما لم تفعل ما يفرض وجودها في هذه المعادلات ويقدم أوراق الاعتماد للأميركي بأن «إسرائيل» ليست دولة كسيحة ولا مبرّر يفرض وجودها في خريطة شرق أوسط جديد بما عدا أن تتحمّل واشنطن مسؤولية إطعامها وحمايتها، والحاجة «الإسرائيلية» هي أيضاً لرسم بديل للعجز بين خيارات اللاحرب واللاسلم في القضية الفلسطينية، ببديل حرب الاستنزاف، والحاجة «الإسرائيلية» الثالثة هي في السياسة على أبواب الانتخابات، يحتاجها نتنياهو لفرض حملة انتخابية معززة بالحماسة ضدّ من يخافه «الإسرائيليون» وترتعد فرائصهم من ذكره ذعراً ورعباً ليقول لهم لديّ وصفة للتعامل مع هذه المقاومة… فانتخبوني.
- الكلمة الأخيرة ستكون للمقاومة التي زفت شهداءها من دون أن تذيّل البيان بحق الردّ في المكان والزمان المناسبين… لهذا معنى أننا لن ننتظر طويلاً… فلننتظر الردّ إذن…
ناصر قنديل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق