إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 22 يناير 2015

رسائل إسرائيلية للمقاومة: لسنا معنيين بالتصعيد.



هل جاء دور ’إسرائيل’ لمحاولة إسقاط النظام السوري؟


شكّل عدم تعليق حزب الله، حتى اللحظة، على الإعتداء الإسرائيلي الذي طاول مجموعة من مجاهدي المقاومة الإسلامية في القنيطرة، ردّاً مقلقاً أدخل قادة الكيان العسكريين والسياسيين في متاهة التوقعات. طبعاً، السكوت ليس الردّ الذي تتوقعه إسرائيل، وتترقّبه جماهير المقاومة. تدخل اعتبارات عدة في تحديد نوعية الردّ وتوقيته ومفعوله.



لعب توقيت العدوان الإسرائيلي ـ بعد 48 ساعة على خطاب السيّد حسن نصرالله ـ دوراً كبيراً في دفع الشعور الجماهيري العام بأن ردّ المقاومة سيكون سريعاً وفي غضون ساعات. لكن تجارب المقاومة وقيادتها تدل على أنها لا تتصرّف بأسلوب ردّ الفعل المتسرّع، ولا تنساق الى فعل يتوقعه العدو، بل يريده. وعليه، فإن المنطق يقول إن قيادة المقاومة تدرس سيناريوهات واحتمالات عدّة لدوافع العدوان الإسرائيلي الأخير، على أن تبني استراتيجية الردّ وفق خلاصات التحقيقات التي تجريها.



على طاولة الدرس، تضع القيادة احتمالات عدة، منها أن تكون إسرائيل نفّذت عدوان القنيطرة ضد مجموعة المجاهدين، فيما لم تكن على علم مسبق بهوياتهم، أي أنها أرادت توجيه رسائل الى قيادة المقاومة تتعلّق بقواعد اللعبة التي كان السيّد حسن نصرالله قد أرساها في خطابه الأخير.



وفي هذا السياق، تقول المعلومات إن ملحقين عسكريين في سفارات أوروبية في بيروت، نقلوا توضيحات إسرائيلية بشأن الغارة. قالوا إن القيادة الإسرائيلية لم يكن لديها معلومات حول هوية المجموعة المستهدفة وخصوصاً العميد الإيراني الشهيد محمد علي الله دادي، وبالتالي هي غير معنية بأي تصعيد أو تسخين لأي جبهة من الجبهات، إن من جهة الحدود اللبنانية أو الحدود السورية. لا شك أن هذه الرسائل قد تأتي في سياق "جس نبض" المقاومة ومحاولة قياس درجة التصعيد في ردّ فعلها المنتظر.





تدرس قيادة المقاومة أيضاً، إحتمال أن يكون الإسرائيليون على علم مسبق بهوية المجموعة المستهدفة، وأسماء أعضائها. هذا الإحتمال، رغم إصرار الإسرائيليين على نفيه، إن من خلال رسائلهم غير المباشرة عبر ملحقين عسكريين، أو عبر الخبر الذي سرّبته وكالة "رويترز" بالأمس، منسوباً الى مصدر أمني إسرائيلي رفض الكشف عن اسمه، والذي جاء فيه أن الجنرال الإيراني لم يكن مستهدفاً، وأن إسرائيل اعتقدت أنها تهاجم مسلّحين عاديين، يتم التعاطي معه بجدّية كبيرة لما له من إشارات وتداعيات خطيرة.



دراسة هذه الإحتمالات لا تعني أن إسرائيل لم ترتكب حماقة يجب أن تُعاقب عليها. على أية حال، فإن العدوان الإسرائيلي قد حصل وأوقع شهداء سيكون دمهم لعنة تلاحق الإحتلال وقاداته. غير أن دراسة الإحتمالات كافة تهدف الى إستخلاص العبر، والوصول الى نتائج وخلاصات تبقى أساسية في العمل الأمني ـ العسكري للمقاومة، وعليها يُبنى الردّ وشكله وتوقيته ومكانه.



غير أن الإحتمالات المفترضة لعدوان القنيطرة، لا تقتصر على الرسائل المتعلقة بحرب "القواعد" المتبادلة بين المقاومة والعدو الإسرائيلي. إذ برز احتمال فاقع أن تكون الغارة التي استهدفت مقاومين على الأرض السورية، متعلّقة بالحرب التي تشنّها قوى إقليمية ـ تكفيرية على سوريا، ومحاولة لفتح جبهة مع إسرائيل انطلاقا من سوريا. ستكون هذه الجبهة فرصة لإسرائيل للتدخل مباشرة على خط الحرب المفروضة على سوريا، والعمل بشكل واضح وصريح مع القوى الإقليمية ـ التكفيرية الساعية الى إسقاط حُكم الرئيس بشّار الأسد، تحت لافتة محاربة الحلف السوري ـ الإيراني في سوريا على تخوم الأراضي المحتلة. وبالتالي، يمكن قراءة العدوان الأخير على أنه محاولة لاستدراج ردّ موجع من قبل المقاومة، انطلاقاً من خارج الحدود اللبنانية، وتحديداً من داخل سوريا. ووفقاً لهذا، يرى العقل الإسرائيلي أنه حدّد للمقاومة جغرافية الردّ.. ويجهّز لاستثماره.



إذاً، بات الجميع على علم بأن المقاومة ستردّ. لكن، لا يملك معلومات عن طبيعة الردّ وزمانه ومكانه إلا الله والراسخون في حزبه. وبعيداً عن أدوات التخويف والتهويل والعويل بين بعض اللبنانيين من قادة سياسيين وإعلاميين، اختصر المعلّق الأمني في "معاريف الأسبوع" يوسي ميلمان، حال العقل الإسرائيلي الجماعي بعد حماقة القنيطرة قائلاً: نرجو ألا يندم من اتخذ قرار التصفية، وألا يكون خرق إسرائيل لقواعد اللعبة قراراً مغامراً يؤدي الى حريق كبير في الحدود الشمالية.
حمزة الخنسا
العهد اللبنانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق