إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 20 يناير 2015

هل سيتحقق الإنتصار الثالث على يد ابن "صانع الإنتصارين"؟



حسن غندور-سلاب نيوز
لعلّ أكثر العبارات التي تختصر تعريف الشهيد عماد مغنية هي التي أطلقها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، في تأبينه يوم تشييعه، "صانع الإنتصارين"، وهو يقصد بهما الانتصارين اللذين حققتهما المقاومة الإسلامية بدحرها للاحتلال الصهيوني من جنوب لبنان في أيار العام 2000 وفي حرب تموز 2006، وربما هذه الصفة أي "صانع الانتصارين" تفيه بعضًا من حقه إذ أنّ الطابع السري لشخصية وعمل "الحاج رضوان" سيبقي يحجب عنا كثيرًا من الإنجازات والأعمال الجهادية والأمنية التي نفذها وحققها لشعبه وأمته على مستوى الصراع مع العدو الصهيوني طوال أكثرمن 30 عامًا من الجهاد والمقاومة.
لم يكن سماحته حينها يوزع النياشين والألقاب، بل كان يؤرخ من خلال هذا المجاهد العظيم لمرحلة كبرى شهدت أهم انتصارين للمقاومة وللأمة العربية من فجر الصراع مع الكيان الصهيوني الى اليوم.
واليوم، تقود المقاومة وكل منظومة الممانعة في المنطقة أكبر حرب شرسة منذ الحرب العالمية الأولى، وتقف تلك المقاومة في الصفوف الأمامية للمعركة كرأس حربة بين مشروعين، مشروع كسر الهيمنة الصهيونية الأمريكية للمنطقة وتحرير أقدس الأقداس، ومشروع مقابل يسعى لتفتيت المنطقة وتدميرها وتكريس الهيمنة ليس على المشرق فقط بل العالم أجمع.
سوريا عامود المشرق، لا بل عامود السماء، وقفت تاريخياً أيام الرئيس الراحل بوجه سلام الاستسلام والسلام المنقوص غير العادل، يومها، كرّس الراحل مفهوم الأرض الواحدة لا المجزأة للمواجهة، فكان في كل مناسبة يردد مقولته الشهيرة: "نحن مع السلام العادل والشامل المقترن بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، 242، 338، 194 و425. منذ ذلك الوقت، نقل الصراع من مفهوم الحرب التماثلية الى الحرب اللاتماثلية واعتبر أنّ الخط الممتد من غزة الى الناقورة هو خط واحد للمواجهة، فلا قبول بتنفيذ قرار دون آخر ولا انفراد او استفراد في التفاوض، فدعم قوة المقاومة وحضنها وحماها، وواجه العقوبات والضغوط ولم يتخلَّ يوماً عنها، وكان انتصار الـ2000 وانتصار الـ2006 وانتصار تحرير غزة عام 2008.
منذ ذلك الوقت المبكر ربط الرئيس الراحل كل الجبهات ببعضها، وكانت دمشق تلعب دور المنسق والمهيئ لكافة ظروف الانتصار، أما اليوم، فدمشق ومعها المقاومة بدأت تستكمل ما بدأه الرئيس الراحل بشبك الجبهات كلها ببعضها البعض، من غزة الى الجولان الى جنوب لبنان لتشكل طوقاً أو كماشةً تكرس المفهوم الاستراتيجي للمواجهة الذي عملت عليه القيادة السورية وقيادة المقاومة منذ مدة طويلة. ولعلّ ظروف الحرب على سوريا والتدخل الصهيوني المفضوح فيها سهّل الأسباب والدوافع لتأتي حسابات حقل التآمر الصهيوني مغايرة لحسابات البيدر الممتد من القنيطرة الى جبل الشيخ.
خلال تاريخ الصراع السوري - الصهيوني، كان القرب الجغرافي للعاصمة دمشق شأنًا ذا حساسية بالغة. ولطالما اعتبرت المقاومة أنّ أصل المعركة في المواجهة القائمة منذ أربع سنوات هي في جنوب سوريا وليس شمالها. هناك خطر حقيقي يتهدد الكيان الصهيوني في تلك البقعة وهو وصول المقاومة الى تخوم الجولان، وليست المسألة كما يُعتقد أنّ غاية العدو مساعدة الإرهاب للدخول الى لبنان من شبعا أو خط دعم وممر للقلمون، على الرغم من أهمية التحليل بهذا الاتجاه. المعادلة القائمة منذ فك اشتباك 1973 كُسرت، وهذا السبب كافٍ لكي يخرق الاسرائيلي قواعد اللعبة التي اُرسيت منذ العام 2006 بينه وبين المقاومة بالقرار 1701، من حادثة جنتا الى غارة القافلة المحملة بالسلاح للمقاومة الى موكب الشهداء بالأمس.
ولا عجب من تواجد جنرال إيراني في القنيطرة، فهو يعيد للذاكرة القريبة تصريحات رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء سيد حسن فيروز آبادي لوكالة مهر الايرانية، أنّ مقاومة شعبية على غرار "حزب الله" اللبناني تتشكل في سوريا، وأنّ "قوى الاستكبار منيت بهزيمة نكراء من المقاومة".
لذلك، لا يمكننا بأي شكل من الأشكال أن نعتبر أنّ وجود كوادر من المقاومة في نقطة حدودية تبعد عشرات الأميال عن أماكن الاشتباك في القلمون أو الغوطة، مع ضابطٍ إيراني برتبة جنرال وبمرافقة شخصية معنوية مهمة كابن صاحب الانتصارين والذي كان قبل أشهر مع فريق الحماية الشخصية لسماحة الامين العام لحزب الله في المهرجان الذي ظهر فيه السيد شخصياً، إلّا أنها في صلب التخطيط والتحضير لما هو أبعد من المواجهة ما بين المقاومة والمجموعات الإرهابية، لتتعداه الى تحضير البنية التحتية والعملانية لربط الجبهات بعضها ببعض والتأسيس لمرحلة جديدة من المواجهة مع العدو الصهيوني عنوانها ومنطلقها الجولان، كان يحضر لها ابن الرضوان كما حضر الرضوان قبله جبهة الجنوب لتصنع نصر 2000 و2006، فهل كان "الجواد" جهاد يسعى لصنع "الانتصار الثالث"؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق